السؤال الفلسفي في مجموعة “وداعا شوبنهور”

خاص- ثقافات


*رشيد أمديون

 

يعتبر السؤال- بحسب طبيعة التفلسف- هو استدعاء المعرفة وطلبها، أو ما يؤدي إلى المعرفة… والسؤال بحث وتساؤل، لأنه «الاستقصاء والغوص حتى الأعماق والحفر في الأسس وتقصي الأصول. وهو في النهاية استئصال. هذا الاستئصال الذي يقتلع الجذور هو العمل الذي يقوم به السؤال»(1). وليس بالضرورة أن يكون له جوابا واحدا يغنيه عن الأجوبة الأخرى، لأنه قد يتحول إلى مشكلة أو إشكالية فلسفية، وقد يختلف الجواب لسؤال واحد وهذا بحسب اختلاف زوايا النظر والرؤية والاقتناع…

ولما كان «السؤال هو رغبة الفكر»(2) بناء على قصديته التي تروم استجلاب المعرفة، فإنه لا يمكن الاستغناء عنه، سواء في النص الفلسفي أو النص الأدبي، لخصوصيته ودوره في طرح القضايا سواء بقصد الوعي بها أو بقصد نقدها…

النص الأدبي بداهة تكمن قوته الإبداعية في مدى قدرته على اقلاق القارئ/المتلقي، والسير به نحو التفكير والدهشة التي تتمثل في الانفعال والرجة الوجدانية، فالفكرة «تنعش إحساسنا بالعجب والدهشة وذلك بإظهارها الأمور المألوفة بمظهر مألوف»، و«الكشف عن إمكانات غير معروفة..»(3). والدهشة يقول عنها هيدجر: «إن اندهاش الفكر يعبر عن نفسه بالتساؤل». وهي مرحلة طرح السؤال والإحراج… وأقصد أن النص لا يُهادن ولا يستسلم أمام قارئه، فهو إما أن يجيب عن تساؤلاته المفترضة التي ترافق فعل القراءة أو أن يطرح بدوره أسئلة تستفز المتلقي وتحرضه على التفكير والتأويل… ونص يفتقر إلى الأسئلة يفتقر إلى الكثير. والأسئلة قد تكون فلسفية: وجودية أو ذاتية. أو تتعلق بالمجتمع والحياة والوجود أو بالتاريخ والثقافة عموما. أو تكون نقدية… وقد تكون أسئلة تتعلق بالكتابة نفسها…

القراءة مُساءلة للنص، وكل قراءة لم تنبنِ على مبدأ السؤال أو تنطلق منه هي ليست قراءة جادة، لأن فعل القراءة يقتضي المُساءلة والتساؤل والبحث عن الإجابات والمعنى، وفي الوقت ذاته هي مسؤولية، فالقارئ مسؤول عن استنتاجاته، مسؤول عن فهمه للنص. وكل قارئ له نصه المفترض المنبثق من النص الأدبي.

وإذا كانت «القراءة تبدأ بالسؤال.. !»(4) فإن أول ما نحتك به ونحن نروم قراء مجموعة “وداعا شوبنهور”، للكاتب المغربي عبد السلام الجباري هو العنوان، بصياغته اللفظية. فالأسئلة التي يمكن أن تتناسل حوله، تتلخص في (السبب والقصد والغاية) أي ما سبب الوداع؟، وما قصديته؟، وما غايته؟، ثم ما الدلالة الرمزية أو الوظيفية لاسم شوبنهور؟ مثل هذه الأسئلة هي أول ما يواجه المتلقي، يفتعلها العنوان بعبارتين لهما دلالات تنفتح على التأويل، وبحكم أن تلك أحد وظائفه (العنوان) وهي الاقلاق والتحرض على السؤال والتساؤل، فإن الكاتب واع بدوره الاستفزازي، باعتباره نصا مصغرا لا يمكن الاستغناء عن فاعليته. ثم هو واع بأهميته في أداء المعنى لاسيما حين وظف اسم شخصية فلسفية تحيل على مدرسة فكرية فلسفية…


السؤال عند الكاتب عبد السلام الجباري لا يقف ولا يتوقف ولا يُهادن، فهو حاضر باستمرار في جمله القصيرة والطويلة، حتى إن لم يُشر إليه بعلامة الاستفهام، يُطلُّ علينا من بين نصوصه، أو يتحول النص إلى سؤال كلي أو ينتهي النص بعلامة استفهام تترك للقارئ مهمة البحث النظري عن الجواب أو صياغة موقف ورؤية. وكل سؤال يستدعي سؤالا آخر كما سنرى حين سنتحدث عن مختلف الأسئلة المطروحة في النصوص. لان طبيعة التفلسف، أن كل سؤال يتبعه جواب، ويتحول الجواب بعده إلى سؤال، وقد قال السارد: «أليست الفلسفة، هي عبارة عن أسئلة وأجوبة كما قال ياسبرز؟»(5)

ولأهمية السؤال عند القاص فقد كرر عبارة «فكان السؤال»(6) داخل نص “كارل ياسبريز” مرتين، وفي نص “إياك أن تنسى لورا”، قال: «إنها بداية السؤال والتساؤل.. !»(7) وفي نص”خلف شجرة التوت” قال السارد: «هل أقول أنه زمن الاسئلة/أسئلة الفرح والحزن، أسئلة الألم والقلق، أسئلة المستقبل..»(8) وفي نص “العطر والإخصاب” قال: «إنه (…) زمن الأسئلة».(9)

نرى من هذه الاقتباسات أن الكاتب عليم، وواع بضرورة السؤال، وبأهميته، وبجدواه، لهذا جاءت النصوص التي بلغت 33 نصا، ملأى بالأسئلة على اختلاف وتعدد حقولها المعرفية:

– أسئلة الوجود:

لا يكل الانسان من طرح أسئلته الوجودية  التي تقلقه، ذلك لعدم اكتفائه بالمسلمات، والمعارف المتوارثة، بل يطمح إلى إيجاد متسع آخر للجواب خارج إطار أي تأثير تقليدي أو مرجعي، ولهذا فقد وظف الكاتب الأسئلة الوجودية ضمن المجموعة ليعطي لشخصياته الساردة حقها في أن تفكر وتتأمل وتسأل، أو لعله  بدوره يفكر من خلالها خاصة وأنه في كثير من النصوص يوجهها حيث يريدها أو يُقوِّلها ما يريد أن يقوله. ومن أمثلة الأسئلة الوجودية التي وردت: « لماذا أتيت إلى هذا العالم؟»(10)، وحتى إن كان هذا السؤال سبق طرحه عبر مراحل تاريخ الفلسفة والفكر فهو جاء في سياق النص مختلفا، إذ أن الجواب  طرحه السارد بشكل ساخر، ليخالف تحديدا ما قاله الأولون: «لأعيش.. هذا ما يفعله الآخرون، لا داعي لتكرار ما قاله الأولون !». ولعل الإشارة هنا مفادها أن الإنسان المعاصر لم يعد يهمه تحديدا سؤال الوجود  بقدر ما تشغله قضايا العيش وكرامة العيش، فمن يفتقد سبل العيش الكريم لن يعطي لهذا السؤال الفلسفي أية أهمية إلا بقدر ما يرى فيه ما قد يلبي له مطلبه المعيشي…

وفي سؤال آخر يقول: «هو الذي اختار الموت أم أن الموت هو الذي اختاره؟»(11)، وهنا يضعنا السارد أمام سؤال جدلي، ذلك أن الشخصية التي يتحدث عنها انتحرت، فهل اختارت الموت أم أن الموت اختارها؟ وأرى أن مثل هذا  السؤال يظل عالقا، لاعتبار إشكالي فلسفي لأن المتلقي بدوره سيطرح السؤال بطريقة أخرى: هل انتحاره اختيار للموت، أم أن الموت قدر محتوم اختاره؟ هنا سنجد أنفسنا أمام إشكالية التسيير والتخيير…

نقرأ كذلك ما يشير إلى شكل من الارتياب ممزوج بالاستفهام، الارتياب من قادم الأيام:«هل يوجد غد مشرق؟»(12) وهو ارتياب طبيعي لدى الإنسان، فرغم أنه يعيش بأمل أن يرى غدا أجمل وأفضل وأحسن من ماضيه وحاضره، ففي المقابل يخشى من المستقبل، لهذا ورد سؤال آخر يماثله: «لماذا لا يكون ما سيأتي أفضل مما مضى..؟»(13)

ثم نعثر على أسئلة ميتافيزيقية تطرح سؤال الوجود، مثل: «الماء أصل الوجود..؟»(14)

«أيهما أسبق في الوجود الخطأ أم الصواب..؟»(15) وفي اعتقادي هذا السؤال جدلي، مثله مثل أيهما أسبق البيضة أم الدجاجة؟

– أسئلة الذات:

في النص القصصي لا يمكن اقصاء البعد الذاتي. فالذات هي منطلق بناء القصة القصيرة، سواء تعلق الأمر بهموم وقضايا فردية أو جماعية أو إنسانية. كما أن الوجود الفردي للشخصيات في مواجهة الاخر والغير، ومواجهة العالم الخارجي، هو من بين اهتمامات القاص عبد السلام الجباري، فإذا كانت أسئلة الوجود واحدة من القضايا المطروحة في المجموعة قصد إثارة فعل التساؤل والبحث عن الأجوبة الفلسفية العميقة، وعدم الاكتفاء بالمسلمات، فإن أسئلة الذات الفردية تتمركز حول قضايا تخص شعور الفرد وأناه (ألمه، حزنه، حنينه، شعوره بالخوف، احساسه بالافتقار إلى الشجاعة، قلقه…) ، وثارة، تخص المجتمع والآخر.

ومن الأسئلة الذاتية قول السارد في سياق الاستفهام والاستنكار: «أم أنه الخوف من الآخر؟»(16)، وهذا سؤال يحدد طبيعة العلاقة التي تربط ذات الإنسان بالآخر، على اعتبار أن الآخر دائما يشكل خطرا محدقا يهدد الأمن الذاتي، وهذه طبيعة بشرية أنه يخشى مَنْ (وما) لا يعرف.

ثم في سؤال آخر يحيل على حالة من تشظي الذات ما بين منزلة الحزن والفرح: «لكن ثمة مكان للحزن وآخر للفرح. هل أنا في الأول أم في الثاني..؟» (17) وقد عبر السارد عمّا بين المنزلتين  في نص “سعادة الكاتب”: «وما بين الحزن والفرح مسافة، ليست دائما مفروشة بالورد، أو مفروشة بقطع الزجاج الصغير»(18).

وفي سؤال آخر يسأل السارد قائلا: «لماذا هذا الحنين؟»(19). وربما لأن هذا السؤال ناتج عن عدم فهم الشخصيات الساردة لذاتها، فهي تارة تطرح سؤال الـ “لماذا”، قالت: «لماذا لا أملك مثل هذه الشجاعة؟»”(20)، وتارة سؤال الـ “كَيف”، كما جاء في قصة “كأس الدكتور رايموندو هارنيط”: «كيف الدخول إلى الضحك أو علمني كيف أضحك؟»(21)

إن كان الآخر مصدر قلق وخوف، فالإنسان لابد له أن يتعالى أو أن يتحلّى بالشجاعة، وإن كان الفرح مَطلبا صعبَ التحقق، فالتماس الضحك وسيلة مؤقتة لدفع سلطة الحزن، أو الميل إلى الخيال، نقرأ: «منذ نعومة أظافري وأنا أميل إلى الخيال وأكره الواقعي.. الخيالي يفرحني والواقعي يحزنني..»(21)

إن معرفة الذات يتطلب طرح الأسئلة الذاتية، وقد قال سقراط « أيها الإنسان اعرف نفسك بنفسك»، ومعرفة الذات يقتضي التسلح بالوعي النقدي لبناء الهوية الشخصية الفردية أو الهوية الجماعية، لهذا نرى أن القاص مدرك مدى ارتباط الهوية بالذاكرة وبالتاريخ: «الوقت بعد الاستقلال، صورة مدهشة ورهيبة، رجل من الشعب يشق الصفوف ويقفز على “ابن عرفة” من أجل غد مشرق..»(23)

– أسئلة الكتابة:

إن الكتابة تشكل لدى القاص عبد السلام الجباري هاجسا مقلقا، لهذا فلا غرابة أن نجده في مجموعته “وداعا شوبنهور” منشغلا بإيجاد نص لا يشبه نصوصا أخرى، (في رحلة التجريب) بحثا عما لم يُكتب، نقرأ: «قلت لماذا لا أرمي بهذه الخربشة مع باقي الخربشات الأخرى.. !؟ لم يحالفني الحظ في كتابة ذلك النص، الذي أكتوي من أجله.. نص لا ينتمي إلى عالم الظلام ولا إلى عالم النور. نص يوجد خارج هذين الإطارين، نص، يشبه رائحة العمر الجميل…»(24).

ثم إن قلق الكتابة يتحول عند الكاتب إلى السؤال، الذي يحاول من خلاله أن يشارك المتلقي في إشكاليات المفاهيم التي تخص الكتابة. والكاتب «يعتقد أنه يخبئ في ذاته قارئا ما يكتب، يحس أن بداخله جزءا من القارئ، جزءا حيا وملزما، قسطا من القارئ الذي لم يوجد بعد»(25)، لهذا فهو في الكتابة يكتب عن الكتابة: يعتبرها عبادة: «أنا أعبد الكتابة وأشفى بالكتابة وأغتسل بالكتابة إذا كنت جنبا»(26)، ويتساءل: «لماذا الكتابة تبدأ بالماضي؟»(27)، وقلق السؤال دائما يتجلى في طريقة طرحه على لسان الشخصيات :«الحكاية مدخل إلى كتابة القصة…هل الحكاية قصة؟»، «هل الحكاية/ القصة تأويل، صورة..؟»(28).

ونعثر كذلك على الأسئلة النقدية التي تخص الكتابة الإبداعية، خاصة ما يتعلق بعلاقة النص بالعنوان، نقرأ: «مازلت أفكر في العنوان، أعتقد أيها العزيز أن النص هو العنوان، والعنوان هو النص !؟»(29).

– أسئلة المعاني والأشياء:

يسوق الكاتب داخل هذه النصوص جملة من الأسئلة الفلسفية، التي تعيد تركيب المعاني ومفاهيم الأشياء حسب أنساق مختلفة. والذي يبدو أن السؤال عند القاص مقصدي، ولا يرضى بإجابة مستعملة مستهلكة، فقد نرى أنه يطرح أسئلة تستفسر عن أشياء ومعاني معروفة بداءة وبداهة، والجواب المفترض أو الذي يكون متوقعا سيبدو سهلا إن ركن إلى الأجوبة الجاهزة، لكن مقصد الكاتب ليس ذلك، فالطرح  ينفتح على كل التصورات الفلسفية، فالسؤال العلمي يختلف عن السؤال العادي بكثير كما يختلف عن السؤال الفلسفي، فهو يسأل مثلا: «إذن ما معنى المجيئ»،«ما المقصود بالطبقة؟»، «قلت في سري.. ما الفرق بين الطمأنينة واللاطمأنينة…»، «ما علاقة الفلسفة بالشمس؟(…) ما علاقة رقم 15 بليلى؟ ما علاقة أنماط التفكير بالحزن والفرح؟»(30)

إنها أسئلة يتخذها القاص متكأ لتشكيل خطاب النص.

ولأن بعض القيم والمفاهيم اختلف في تعريفها الفلاسفةُ إذ لكل تصوره الخاص، كان لابد من التساؤل عن سبب الخلاف حتى إن لم يكن هناك جواب محدد، يقول السارد: «تساءلت لماذا هذا الخلاف، أهو خلاف في اللغة، في الإحساس، في تخيل الأشياء، في النظر إلى الأشياء، في تأويل الاشياء.. أم هو خلاف لا غير.؟؟! »(31)، ومن هذه المفاهيم مثلا: السعاد، قال السارد:« سألت سعيد: ما هي السعادة؟»، «حاولت تغيير السؤال فقلت: السعادة والبحر أية علاقة..؟»، «ما علاقة المطر بالجمال؟/ ما هو الجمال؟»(32)

خاتمة

بمثل هذه التساؤلات يبني الكاتب خطاباته ويؤسس نصوصه،  في إطار جدلي فلسفي، تتسم بالتنوع على مستوى اختلاف المنابع الفكرية، والتتعدد على مستوى الرؤى، والتناقض على مستوى الأفكار والمشاعر والحس الذاتي. ولعل نصوص الكاتب تختلف في نسقها عن قالب السرد القصصي المتعارف عليه لأنها نصوص إشكالية، «ويصعب معها تلخيص المادة الحكائية، لكون الحكاية لا تخضع للبنية المألوفة»(33)، فتبدو نصوصا ذات عوالم خاصة تتوسل بالمفاهيم الفلسفية، لتحقق ذاتها وخصوصيتها.

ن أن الكاتب لا ي

الهامش:

  • موريس بلانشو – أسئلة الكتابة – ترجمة نعيمة بنعبد العالي وعبد السلام بنعبد العالي – الطبعة الأولى 2004- دار توبقال للنشر/ البيضاء – 9

  • السابق، ص: 11

  • عبد الرحمان بدوي – مدخل جديد إلى الفلسفة – وكالة المطبوعات/ الكويت – ص: 30

  • المنجز القصصي “وداعا شوبنهور” – قصة سعادة الكاتب – ص: 62

  • المنجز القصصي، ص: 87

  • السابق، ص: 86

  • السابق، ص:17

  • السابق، ص: 12

  • السابق، ص:8

  • السابق، ص:8

  • السابق، ص:26

  • السابق، ص:69

  • السابق، ص:139

  • السابق، ص: 133

  • السابق، ص: 139

  • السابق، ص:21

  • السابق، ص: 46

  • السابق، ص:62

  • السابق، ص:62

  • السابق، ص:66

  • السابق، ص:63

  • السابق، ص:62

  • السابق، ص: 69

  • السابق، ص: 75

  • موريس بلانشو – أسئلة الكتابة – ترجمة نعيمة بنعبد العالي وعبد السلام بنعبد العالي – الطبعة الأولى 2004- دار توبقال للنشر/ البيضاء – ص: 55

  • المنجز القصصي، ص: 114

  • السابق، ص: 17

  • السابق، ص: 71

  • السابق، ص: 144

  • السابق، ص:32 / ص: 37 / ص: 80 / ص:86

  • السابق، ص: 110

  • السابق،ص: 105 / ص:106 / ص: 122

  • حسن لشكر – الخصائص النوعية للقصة القصيرة – الطبعة الأولى: 2006 – ص: 17

شاهد أيضاً

“المثنوى”و”شمس” من كُنوز مَولانا الرُّومي

“المثنوى”و”شمس” من كُنوز مَولانا الرُّومي منال رضوان     المثنوى المعنوى، وديوان شمس لمولانا جلال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *