شيخة حليوى تُرسل الطلبية C345

خاص- ثقافات

صدرت حديثاً عن منشورات المتوسط – إيطاليا، مجموعة قصصية جديدة للكاتبة الفلسطينيةشيخة حليوى بعنوان “الطلبية C345″. لتأتي المجموعة ضمن مشروع “الأدب أقوى” (طبعة فلسطين من الداخل) وسلسلة براءات المتوسط.

بلمحةٍ ذكية، ولغةٍ لا تخلو من الحمولاتِ والإسقاطات التي تضع الواقعي والسريالي في بوتقةٍ واحدة؛ تشرع الكاتبة شيخة حليوى في سردِ قصصها التي تُحيلنا إلى عوالم حميمةٍ، مليئة بالتفاصيل والمشاهد الأقرب في جزئياتها من العمل السينمائي، غير المباشر، أين نقترب من ملامسةِ الحقائق، كما القصص المتخيّلة بنفس المسافة التي نقطعها بين قصةٍ وأخرى، بين نصٍّ وآخر. لا سيما ونحن نمسِكُ بخيط السرد المتواصل دون انقطاع، كنهرٍ لا نهاية له، حتى عناوين القصص تتحوّل إلى جسورٍ صغيرة، تُذكّرنا بوجود ضفّتينِ يمكن اللجوء إليهما، وقد تقمّصنا أجساد الأبطال، بأطرافها المبتورة، والاصطناعية، بل إنَّنا نقعُ على دُمى تلعب دورَ الشريك، وتصفع وجه العالم الذي يحتاج إلى صياغةِ مفاهيم جديدة عن الحياة والوطن والحرب والحب.

كتبت شيخة حليوى في إحدى قصص الكتاب:

كانت المرّة الثالثة التي لمحتُهُ فيها خلال إقامتي في ذلك الفندق الساحليّ، يجوبُ قاعة الفندق مثل مُحارب لاتينيّ ساحر، خرجَ لتوّه من فيلم The Liberator، بفارق السّلاح والزّيّ. همستُ لنفسي: لكلّ عصرٍ زيّهُ وسلاحُهُ، أمّا الحُرّيّة، فهي واحدة في العصور والحروب كلّها أيضًا. كان يضحكُ، ويغمزُ بعينه، ويلمس الأكتاف المكشوفة برقّة، ثمّ يميلُ على إحدى المُسنّات الشقراوات، ويهمسُ لها شيئًا، تضحكُ بدلالٍ، وتعطيه يدها، ليسحبها نحو حلبة الرقص الّتي تتوسّط القاعة.

يُراقصها بمهارة مدرّب رقص محترف، يتحرَّكُ بخفة وأناقة، وما إنْ تنتهي الموسيقا لا ينسى أنْ يُقبِّل ظاهر يدها، وينحني أمامها مصفّقاً، يعودُ بعدها لدورةٍ أخرى من الغزل والرّقص.

سأكتبُ قصّتَكَ. قلتُها أردُّ على تحيّة منه، تتلخّص في إمالة رأس رقيقة نحوي.

ابتسم كَمَنْ لم يعد يفاجئهُ شيءٌ في هذا العالم.

  – أنت كاتبة؟

بهذه اللغة المرنة، الموغلة في عمق الحالات الإنسانية، المتماهية مع عناصر الحلم، والرغبة، تكتبُ شيخة حليوى قصصها، لتحكي لنا سيرة الذات الفلسطينية في بعدها الآخر، خارج القوالب الجاهزة المتوارثة من رومانسيات القرن الماضي، لنا أن نكتشف شخصيات تشبهنا، نختلف ونتّفق معها، نجادلها ونتمثّل أحزانها وأفراحها الصغيرة. مع هذا ليس لنا أن نطمئن لما سيهجم علينا ونحن نقرأ، فبين الأصوات القديمة، قد نلتقي رجلاً يبحث عن عينيه، ومن ثقبٍ أبيض قد نجد فسحة للنّباح، وبدل الطلبية، قد تصلنا عروسٌ للبيع، وكأنها عناوين قادمة من مئة حكاية وغابة …

لغة حليوى لا تلتزم الحياد، ولكنها في نفس الوقت، تخرج عن التصنيفات الجندرية، لكي تضعنا والعالم في مواجهة بقعة الضوء التي تسلّطها الكاتبة على الكثير من المفاهيم المغلوطة، مازجةً، خلال ذلك، بين الواقعية والسريالية كلسانِ حالِ اللحظة التي نعيشها اليوم.

“الطلبية C345” كتابٌ جديد للكاتبة والقاصة الفلسطينية شيخة حليوى، صدر في 72 صفحة من القطع الوسط، ضمن مشروع “الأدب أقوى” في طبعة فلسطينية وسلسلة “براءات” التي تصدرها منشورات المتوسط وتنتصر فيها للشعر، والقصة القصيرة، والنصوص، احتفاءً بهذه الأجناس الأدبية.

شيخة حسين حليوى: ولدت في قرية ” ذيل العِرْج” قرية بدويّة فلسطينيّة غير معترف بها في ضواحي مدينة حيفا. تعيش في مدينة يافا منذ أكثر من عشرين عاما. حيثُ تحصلت على البكالوريوس والماجستير في موضوعي التربيّة واللغة العربيّة بدرجة امتياز. تعملُ كمرشدة للقيادة التربويّة والتعلّم. صدَر لها في القصة: “سيّدات العتمة” و”النوافذ كُتب رديئة” ومجموعة شعرية بعنوان: “خارج الفصول تعلّمتُ الطيران”. تُرجمت نصوصها إلى العبريّة الإنجليزيّة الألمانيّة البلغاريّة ونشرت في مجلّات عديدة متخصصة.

الكاتبة ستكون حاضرة يوم الإثنين 7 مايو 2018، بدءاً من الساعة السابعة ونصف في معرض فلسطين الدولي للكتاب لتوقيع كتابها الجديد، في جناح منشورات المتوسط، المكتبة الوطنية ـ محافظة رام الله والبيرة.

شاهد أيضاً

في اليوم العالمي للشعر: كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !

(ثقافات) كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !  هذا ما قاله المكسيكيّ خُوسّيه بَاشِيكُو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *