هذا الطفل الذي يحمل اطار الكاوتشوك في غزة

خاص- ثقافات

 *د.ايهاب بسيسو

هذا الطفل الذي يحمل اطار الكاوتشوك في غزة
لم يخبروه من قبل عن طبقة الاوزون والاحتباس الحراري وعن صداقة البيئة والأشجار …
كانوا يحرقون يديه في الفسفور الأبيض …
ينزعون سقف البيت عن العائلة بالقذائف، يخطفون الأشقاء والأصدقاء في الغياب القاسي …
ويحرقون وجه المدينة الملاصق للبحر بالدخان …

هذا الطفل الذي يحمل علما واطار كاوتشوك لا يريد تهديد المناخ العالمي وتأجيل المطر في الشتاء القادم وخلخلة ميزان درجات الحرارة فهو ليس مصنعا للسلاح وليس مصنعا للبتروكيماويات والكمياويات يلوث البحار والانهار …
وليس حربا ولا طائرة مقاتلة … وليس قذيفة محشوة بالفسفور الأبيض أو سواه …

طفل محاصر …
يحفظ درس الجغرافيا جيدا ودرس التاريخ ودروس حقوق الانسان، ليس لانه يذهب رغم كل المتاعب اليومية للمدرسة …
بل لأنه معلم بالفطرة ولأنه معلم منذ الولادة … هكذا جعلته المسافة بين الوردة والبحر …
يعرف كيف يكتب التاريخ عندما يرتبك المسار وتصبح خوذة القناص قلما وكتابا يبدل مفردات الحكاية …

طفل محاصر …
قد يربك توازن علماء الطبيعة الهش ليوم واحد …
كي يكتب رسالته من دخان اسود ومرايا تحمل صورته الى أبعاد الكون …
في ملامحه صراخ مؤجل …
وصراخ مبكر …
وسنوات تائهة بين تفاصيل الحصار غير أنه الأكثر ثباتا وقناعة بأن الأرض التي تحمل قدميه في الطريق الى الحرية لن تخون أحلامه …
وأن طبقة الاوزون ستغفر له وجع الحياة …
وأن المناخ والشمس والقمر والمطر سيسمعون صداه …
طفل يعلمنا معنى أن تكون معلما بإطار كاوتشوك وعلم وطني ومرآة …

وزير الثقافة الفلسطيني

شاهد أيضاً

في اليوم العالمي للشعر: كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !

(ثقافات) كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !  هذا ما قاله المكسيكيّ خُوسّيه بَاشِيكُو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *