مختبر السرديات الأردني ينتدي عن الروائي الراحل عقيل أبو الشعر

خاص- ثقافات

 

عاين مختبر السرديات الأردني، في ندوة أقيمت ضمن برنامج “إطلالة على الرواد” بنادي الأردن، سيرة وأعمال الأديب الأردني عقيل أبو الشعر الذي غادر بلاده في مطلع القرن الماضي واستقر به الحال في جمهورية الدومنيكان ومرسيليا حيث تقلّد عدداً من المناصب.

وشارك في الندوة التي أدارها الروائي هزاع البراري، كل من الباحثة د.هند أبو الشعر، والمترجم د.عدنان كاظم، والكاتب كايد هاشم، حيث تناولوا إرث الأديب الراحل من جوانبه المختلفة، وتطرقوا إلى سيرته وحكاية استعادته بعد جهود مضنية أثمرت عن  ترجمة عدد من أعماله التي كُتبت باللغة الإسبانية، واستعادة ما كَتبه بالعربية أيضاً.

وسردت أبو الشعر قصة عثورها على أولى المعلومات عن هذا الأديب الذي اعتقد بعض الباحثين والمؤرخين أنه مُتخيَّل ولا وجود له على أرض الواقع. وقالت أبو الشعر: “كنت أسمع عن عقيل كلما اجتمعوا، كان هذا بعد مرور نصف قرن على انقطاع أخباره، وكنت أتعمد أن أكون قريبة من جدي وهو آخر من رأى (عقيل) في حيفا عام 1912، وكان في العاشرة من عمره حين رافق جدته لوداع عقيل”.

وأضافت أبو الشعر أن الهاجس في البحث عن “القريب المهاجر” ظل في دماء الجيل الثاني من العائلة،  إلا أنهم لم يعثروا له على أثر، لكن معلومةً وردت عنه في كتاب “القافلة المنسية” لـ”البدوي الملثم” كانت البداية التي استندوا إليها لإثبات أن هذا الأديب شخصية واقعية وأن له إسهامات في الأدب والثقافة والفن.

من جهته، قال د.عدنان كاظم إن عقيل أبو الشعر بدا شخصية أسطورية في جولاته ورحلاته وأعماله وكتاباته واللغات التي يجيدها والشهادات التي حصل عليها والمواقع التي شغلها وثقافته المتنوعة الواسعة وبراعته اللغوية الفريدة التي اكتسبها خلال مراحل حياته المليئة بالهجرة والترحال بين الأردن وفلسطين وإيطاليا وجمهورية الدومنيكان.

وأكد أن (عقيل) كان يجيد سبع لغات، هي: العربية، والعثمانية، واللاتينية، والفرنسية، والإسبانية، والانجليزية، والإيطالية. وكان يكتبها ببراعة كما لو كانت كلّ منها لغته الأم.

واستعرض كاظم ترجمته لرواية لأبو الشعر “القدس حرة” من الإسبانية إلى العربية، وذلك بعد الحصول على نسخة من الرواية من المكتبة الوطنية في باريس عام 2011. وأوضح أنه اكتشف رواية “إرادة الله” التي كانت توجد منها نسخة وحيدة في مكتبة رئيس جمهورية الدومينيكان الأسبق “خواكين بلاغير”، ونجح في استعادتها بعد جهود مضنية.

أما الكاتب كايد هاشم فقال إن عقيل أبو الشعر مثّل “حالة متفردة على المستوى العالي في الوعي الفكري المبكر، وفي التفاعل مع قضايا أمته”، موضحاً أن هذا الأديب يمثل بأعماله الإبداعية نوعاً من “المقاومة الثقافية المستندة إلى الحس الوطني وتأكيد شخصيته القومية”.

وأُعلن في نهاية الندوة عن نية مختبر السرديات الأردني إطلاق “جائزة عقيل أبو الشعر للسرد” للتعريف بالأديب الراحل ومنجزاته.

شاهد أيضاً

أول رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي

(ثقافات) أوَّل رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي: أركيولوجيا الصورة في رحلة ابن بطوطة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *