مراجعة الفكر الوهابي خطوة جريئة

 خاص-ثقافات 

محمد امين ابوالعواتك*

لم يكن أحد يتصور أن ذلك (الفتى النحيف) الذي كان يقف في الصف الأخير من الصورة الفوتغرافية الجماعية المتداولة لأمراء العائلة المالكة السعودية في إحدى إجازاتهم – والذي لم يكن التعرف عليه أو حتي ملاحظته في ذلك الوقت تثير الاهتمام  بسبب الاسماء (اللامعه) لأصحاب السمو الملكي الذين كانوا يجلسون في المقدمة- لم يكن متوقعا أن يسجل هذا الفتى اسمه في سفر (الإنجاز غير المسبوق) وكتب التاريخ ، ليس بسبب توليه منصب (ولي ولي العهد) أو حتى مؤخرا ولاية العهد للحكم السياسي  فهذا تقليد راتب و معمول به في الأنظمة الملكية .. فتركيزنا ظل على الدوام منصب في الأفكار وأهلها ، فالسياسة وتصاريفها في الصراع ومراكز القوى لم تكن يوما شغلنا الشاغل، فما يعنينا هنا (الإنجازالمدهش) وغير المسبوق الذي قام ويقوم به صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في كسر (جدار الصمت المضروب) منذ قرون علي قضايا الفكر الديني المسكوت عنها التي ظلت تسيطر على المشهد، والتي هي روئ أحادية غير صحيحه (لافراد) لا ترقى أن توصف  فكرا ومجافية لعظمة الرسالة المحمدية الخالدة التي مقصدها الأخلاق ، تمكنت إقصائيا على مر الزمن فصارت ثقافة للتدين ومصدرا للهوس البست قدسية زائفة  فصارت عقيدة ل ايأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها… حتي جاءهم (بن سلمان) وقام بهدم معبد (تصوراتهم الظلامية) على روؤسهم مشرعا (نوافذ الأمل) لتطل قوى الاستنارة والفطره السليمة برأسها لتبديد ظلام القرون ولا شك أن المملكة ستجني ثمار هذه الاستنارة داخليا وخارجيا تواصلا مع شعوب الدنيا وانفتاح حركة العلوم والتطور العلمي والأهم التصالح مع الفطرة السليمة على هدى الأخلاق والمحبة النبوية.

لم أكن أتصور في يوم من الأيام اني سأكتب إيجابا عن قول أو فعل في قضايا الفكر صادرا من هناك فلقد أعيانا الانتظار وتملكنا اليأس في التخلص من هذه التصورات المضطربه المشوهة المجافية لمنهج سيد الأخلاق والممدوح بعظيمها عليه ووالديه واله أعطر الصلوات وانمي البركات، فدهشة  التغييروالمفاجأة الجمتنا ونحن نتابع القرارات التي استهل بها الامير محمد بن سلمان ولاية عهده في الإعلان الملكي التاريخي بإنشاء مجمعا في المدينة المنورة لمراجعة (الأحاديث المكذوبة) عن سيدي رسول الله بعضوية علماء لتمحيص التلفيق  ووصفها الخبر: ساعدت على نشر الغلو والتطرف وتبرر لجرائم القتل والإرهاب حسب إفادات النائب العام السعودي كما ورد في صحيفة الرياض السعودية الرسمية، وهو جوهر الفكر الإقصائي الأحادي الذي يسوقه ائمة الظلام والتكفير فصار عندهم مقترنا مع (شهادة الإسلام) تمجيدا للإكراه على المعتقد في رسالة خاتمة لكل الناس وسيلتها (الحكمة والموعظة الحسنة) وعنوانها (لا إكراه في الدين) و (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) و (ان الله لايحب المعتدين) ومقصدها الأخلاق!

مر سريعا امامي شريط طويل من الاحداث  التي ارتكبها اهل الظلام علي مر القرون باسم الدين والدين منها براء والتي انبري لمجاهدتها القليل الذين اوضحوا مجافاتها لنهج صاحب الخلق العظيم القدوة المعصومة القائل (ما اوذي نبي مثلما اوذيت) والقائل ايضا (من كذب علي فليتبوأ مقعده في النار) وهو امر متسق مع الهدي القراني (يا ايها الذين امنوا اذا تناجيتم فلا تتناجوا بالاثم والعدوان ومعصية الرسول..) فكان حتى وقت اعلانكم هذا مجرد الهمس بوجود ماهو مكذوب في كتب التراث حتى وان كان بمرجعية القران يستدعي على الفور اهدار الدماء واسترخاص الحرمات،وهي فواجع ارتكبت  بحق مصلحين وصالحين خاضوا ملاحم فكرية عظيمة في المجاهدة على كر مسبحة الايام  بافكار نيرة وحجج داحضة ونظرة ثاقبة ظلت ترى محنة الامة وتجهر بضرورة المراجعات الفكرية والتقدم نحو الاخلاق… ، فالتوجه الرسمي السعودي بهذا الاعلان الداوي للمؤسسة الدينية بخصوص التراث الاسلامي ليس بالامر العادي وانه بالفعل زلزال يدمر معاقل الظلام والتكفيريين في كل مكان وتنتظر استحقاقات مماثلة  لاسيما الدول التي لاتزال تنزف بسبب هذا الوباء.

لقد تابعت مداخلة سمو ولي العهد الامير محمد بن سلمان في منتدي (مبادرة مستقبل الاستثمار) في الرياض وحديثه بانهم لن يدخروا جهدا في القضاء على حواضن الظلام والتطرف، ورسالتي لسمو ولي العهد: بانك  ان لم تفعل في حكمك شيئا اخر لكفاك ماتقوم به فهذا هو الهدف الاسمي الذي فيه خير الدنيا والاخرة وهو بحق انجاز القرون، لكن مايثير القلق كذلك هو في من يقوم بهذه المراجعات من العلماء وسقفهم ومرجعياتهم والمنهج الذي سيتبعونه في ذلك.. ونرجوا ألا يكون من بينهم من كان يردد هذه الاكاذيب ويحدث بها بل كان يعذب المخلصين الذين جهروا بالحقيقة مبكرا… ويلبس هو اليوم جلباب اهل المراجعات!

____________________

إعلامي من السودان

شاهد أيضاً

“المثنوى”و”شمس” من كُنوز مَولانا الرُّومي

“المثنوى”و”شمس” من كُنوز مَولانا الرُّومي منال رضوان     المثنوى المعنوى، وديوان شمس لمولانا جلال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *