أوسكار للمغربي محمود عبد الغني

خاص- ثقافات

صدرت عن منشورات المتوسط، رواية جديدة للروائي والباحث والمترجم المغربي “محمود عبد الغني” بعنوان “أوسكار“. وهذه هي الرواية الرابعة لمحمود عبد الغني بعد افتتاحه لمشروعه الروائي برواية “الهدية الأخيرة” التي كانت قد حصدت جائزة المغرب للسرد، لتأتي بعدها رواية “أكتب لك من دمشق، وثم روايته الأشهر “معجم طنجة”، لتأتي الآن رواية أوسكار التي تتبع حياة منير، المخرج السينمائي المغربي الشاب، والذي يريد إنجاز فيلم سينمائي يرشحه للفوز بجائزة أوسكار السينمائية ذائعة الصيت. لكن ما موضوع الفيلم؟ هنا تبدأ مشكلته. – حول المال ذو الرائحة الكريهة؟ موضوع غير جيد فرائحة المال الكريهة هي رائحة الناس أنفسهم. – حول الإرهاب؟ كل الناس يلهجون بنفس الكلمة، دون دراية منهم أن هذه الكلمة ليست هي المثالية ولا المتوقعة، لأن ما يدعمها جزء غير مرئي، وهو الذي ينبغي معالجته بأفضل الطرق السياسية والثقافية والاقتصادية. – حول بيترا لاسلو، الصحفية الهنغارية التي اعتدت على اللاجئين السوريين بالركل والضرب؟. حول العزلة، العاطفة المهيمنة على نفوس العرب اليوم؟.
مشكلة منير أنه لم يعرف أبداً كيف يبدأ رغم ما لديه من أفكار كثيرة رائعة يريد قولها وبأفضل الطرق. فبالإضافة لموهبته وثقافته الواسعة وحسّه العروبي العميق، فهو خريج أحد أكبر المعاهد السينمائية الفرنسية. أين الحل إذن؟ لابد من إنجاز الفيلم؟ عثر على جواب لأسئلته الكثيرة أثناء عزلته في مدينة صغيرة بالشمال المغربي، حيث التحقت به صديقته ربيعة العائدة من فرنسا لمساندته ومساعدته على إنجاز الفيلم. عندها أصبح بإمكانه رؤية كل الموضوعات وقد اجتمعت في حياتها. أبعد عن مكتبه كلّ الوثائق، وبدأ ينصت لحياة ربيعة الشاسعة والمليئة بالأحداث، كأنها عاصفة وجودية قوية.

أخيراً جاءت الرواية في 288 صفحة من القطع الوسط.

 من الكتاب:
تلك حياة سابقة. تركها على حبل الغسيل. تجفِّفُها الشمسُ، وتزيل روائحَهَا الرياحُ. أصبح يهتمّ كثيراً بجسده. وحين يجده بارداً يخاطبه: «أراكَ بعد قليل دافئاً، يا صديقي.». ثمّ ينهض إلى خزانة الملابس، يرتدي لباساً رياضياً، ويتوجّه ركضاً نحو الغابة المجاورة. ولا يعود إلا وهو يتصبّبُ عَرَقَاً. فيدرك أنه ودّع جسده القديم، وعوّضه بجسد دافئ وحيوي. يسترخي على السرير، ويبدأ يفكّر في مشاهد من محافل توزيع جوائز الأوسكار. يشرد ذهنه، ويبدأ في كتابة خطاب، يفترض أنه سيلقيه لو كان هو مَنْ تُوِّج بالجائزة. خطاب خارق، مليء بالبلاغة والأشعار، قوي باستشهاداته واقتباساته من روايات عالمية قرأها وتمنّى لو حوّلها إلى أفلام. ينهض ويتوجّه نحو باب مكتبه، ثمّ يتحوّل إلى الحمّام الذي تفوح منه رائحة الموادّ المعطّرة والمُطهّرة. يبقى مستمتعاً تحت الماء الساخن وهو يصرخ: أوسكار…أوسكار…أوسكار.

محمود عبد الغني:

من مواليد مدينة خريبكة في المغرب عام 1967، شاعر وروائي مترجم وباحث. يعمل أستاذا للأدب الحديث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط.
صدرت له العديد من المجموعات الشعرية، وفي الرواية صدرت له «الهدية الأخيرة» عن المركز الثقافي العربي عام 2012، والتي حازت على جائزة المغرب في السرد عام 2013. ثم رواية «أكتب إليك من دمشق» عن دار العين 2016.  ورواية «معجم طنجة» عن المتوسط 2017.
كما وصدرت له العديد من الدراسات البحثية والنقدية. إضافة إلى ترجمته لعديد من الكتب بين الدراسات والشعر والرواية، منها ترجمته لرواية مزرعة الحيوان لجورج أورويل الصادرة عن المركز الثقافي العربي عام 2013.

شاهد أيضاً

أول رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي

(ثقافات) أوَّل رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي: أركيولوجيا الصورة في رحلة ابن بطوطة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *