اسمي إليكترا

خاص- ثقافات

قصة : جوانا ليلاند/ ترجمة :  د.محمد عبد الحليم غنيم

     أنا فتاة محظوظة جدا ، وأسرتي ألطف أسرة في هذا العالم ، و بالطبع ماما وبابا هما الأهم ، عندما نكون في الخارج نتصرف بشكل جاد ، أما في المنزل فإننا نلهو ونمرح كثيرا ، وعند ذلك تقول ماما لأبي :

  • أنت تفسدهما

   تقول ذلك عابسة ومثنية يديها أمامها ثم تضحك وتقبل أبي ، عند ذلك أعرف أنها جادة حقا .

   لدينا كل أنواع الألعاب ، فمثلا تعد الصالة هي العالم والمناضد والمقاعد مختلف البلدان ، بعد ذلك يحدثنا أبى عما رآه في رحلاته ، ولكن أفضل شيء كان حين قابل ماما ووقع في حبها ، ثم يضيف

  • و الآن هذه هي النهاية السعيدة .

    أبي رجل رائع ، فهو لطيف ومرح دائما ، عندما تتنهد ماما وتقول ، أن لديها كثيرا من الشعر الأبيض في رأسها ، يضحك ويقول :

  • وأنا سأشيب قريبا وعند ذلك نصير أنا وأنت عجوزين صغيرين نغفو معا فى الشرفة .

    يسمح لي أبي بالركوب فوق ظهره ، ويرمح بي داخل الغرفة مقلدا صوت الحصان ، ثم يتمرغ فوق الأرض . وأحيانا نلعب الاستغماية والقطة العمياء ، حتى لو كان لا يرغب في ذلك ، ثم يقول “:

  • أريد أن أستمتع بكل شيء طوال الوقت ، فأنظر إلى زوجتي الجميلة وأطفالي الحلوين.

ثم يضحك ويلعب معنا على أي نحو نريد ، لذلك أراه حقا رجلا لطيفا .

  ليس في العالم  أحد في رقة أبي ، عندما كنت صغيرة كنت أريد أن أتزوجه ، حسنا لقد كنت صغيرة جدا ، فكان يقول لي :

  • وماذا عن مامي ، لا أعتقد أنك ترغبين في إتعاسها ، أليس كذلك ؟

    وبالطبع لا أريد ذلك ، كان يقول لي أنه يريدني أن أكون أفضل وأجمل فتاة ، وأننا يجب أن نكون صديقين ، صداقة حقيقية بين أخ وأخته ، وحتى لو أردت أخا وكان عظيما ، فلن يكون أكثر عظمة من أبي .

      وماما لطيفة أيضا ولكن بطريقة أخرى ، أبى يلعب معنا ويجعلنا نضحك ، أما ماما فتحكي لنا القصص عند النوم وأنا أحب تلك القصة التي تحكي فيها أنها كانت صغيرة وتتعلم كيف تكون ملكة ، وتقول أن والديها كانا متزمتين جدا ، فلم يكن لديها أي مرح وأن المرح الوحيد بدأ يدخل حياتها عندما قابلت أبى، عند ذلك تحكي لنا كيف تقابلا ، وكيف أن ذلك كان قصة رائعة تماما مثل الحكايات القديمة ولكنها تخلو من الرعب .

    على العموم كان الجزء الأول مرعبا ، لأن أبى كان مثل الوحش ، ولكن عندما التقى ماما تبادلا الحب من أول نظرة ، تقول ماما :

  • لقد حدث ذلك كما لو كنا نعرف بعضنا البعض من زمن بعيد ، أو كأننا نصفان يبحث كل منهما عن الآخر .

قالت ذلك وهي تبتسم فعلمت أنها تسترجع الذكريات .

    عندما يحكي لنا أبي قصة ، يطلب أخي أن يسمع قصة عن الوحش ، عند ذلك يحولها أبي إلى مزحة لأنه يعرف أنني لا أحب قصص الوحوش والأشياء المرعبة ، فيقول :

  • لن يكون بها كثيرا من الرعب ، أريد أن أحكي لكم عن وحشي المفضل ، إنه لا يهاجمني ولا يقضي عليً ، إنه فقط يريد أن يتحدث ويلعب ألعاب التخمين .

    يقول ذلك وهو يضحك وعندما تكون ماما موجودة يضيف :

  • تماما مثل المرأة تتكلم وتتكلم وتتكلم .

 فتكمل ماما :

  • نصف امرأة لكن لا تنس جزء الأسد .

عند ذلك يضحك أبي ويقول :

    – نعم ولكن الجزء الأعلى كان للمرأة ، لذلك أعرف أنه يفكر مثل امرأة ، ومهما كان السؤال فإن الإجابة ستكون رجلا “

     ثم يضحكان معا وتقول مثله تماما أنه لا يجب أن تأخذ الأمور على محمل الجد

     هذه هي قصتي المفضلة لأن أبي هو بطلها وكل إنسان سيسعد بها إلى الأبد .

المؤلفة : جوانا ليلاند

  ولدت جوانا ليلاند في بونتيبول، شمال ويلز، في عام 1951، ما بين سنى العاشرة والرابعة عشرة كان كتابها المفضلين رايدر هاجارد، جيفري فارنول وتشارلز ديكنز، وكانت الكتب من قبل والديها هى الهدايا فى أعياد ميلادها.

ذهبت جوانا ليلاند إلى كلية بيدفورد، جامعة لندن، حيث درست الإنجليزية. و بعد تخرجها، عملت في أماكن مختلفة، بما في ذلك مركز الفنون ماكروبرت، جامعة ستيرلنج، مكتبة جامعة ديلون، لندن، وغير ذلك .

    في عام 1984 انتقلت إلى إيطاليا، حيث تدرس اللغة الإنجليزية والنقد الأدبي التطبيقى في جامعة روما، “لا سابينزا”، في نهاية المطاف تركت التدريس من أجل التفرغ للكتابة. والآن تعيش جوانا ليلاند  فى جنوب روما و هي مفتونة بالعالم القديم.عالم الأساطير اليونانية والرومانية .   

     

 

 

 

شاهد أيضاً

طه درويش: أَتكونُ الكِتابَة فِردَوْسَاً مِنَ الأَوْهامْ؟!

(ثقافات) طه درويش: أَتكونُ الكِتابَة فِردَوْسَاً مِنَ الأَوْهامْ؟! إلى يحيى القيسي لَمْ نَلْتَقِ في “لندن”.. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *