شعر 2018

*يوسف أبولوز

أضع هذا العنوان «شعر 2018» أمام القارئ المحترم.. والباقي يعود إلى تداعياته وطبيعة قراءته للكلمة والرقم في بداية عام نأمل أن يكون شعرياً في الحياة، كما هو شعري في الكتابة.
نأمل في كل ما هو شعري وشاعري أيضاً؛ وذلك هروباً من سرديات الموت والتعصب والعنصريات المريضة التي تتخذ شكل التمذهب والتطييف أحياناً، تتخذ شكل الانغلاق ونفي الآخر، والقطع مع ثقافته وتاريخه.
.. ولكن لماذا الشعر؟

.. لأنه الأقرب إلى وجدان العربي؛ ولأنه ديوان العرب؛ ولأنه بستان اللغة العربية؛ ولأنه بلسم الروح.. ولأنه ولأنه.. حتى حدود العزلة البشرية التي يخفف وطأتها إلا هذا «الكائن اللغوي» المولود، كما يقول شاعر فرعوني قديم، من العينين.
هل نشهد ما يمكن أن يسمى «عودة الروح» إلى الشعر في العام 2018؟؟، هل ينهض شعراء عرب كبار من سباتهم الخريفي والربيعي، ويعودون إلى الكتابة بفرح وتألق إبداعي كمثل ذلك التألق الذي عرفناه في الستينات؛ بل وفي الخمسينات والسبعينات من القرن العشرين؟
إن منحدرات الشعر العربي، وبخاصة شعر التفعيلة بدأت بعد نهاية الثمانينات، وفي العام 2008 أغلق محمود درويش خلفه الباب. واختفى في الحضور كما يقال دائماً؛ لكنه الحضور الرمزي بالطبع، ففي أحد عشر عاماً مرت على رحيل صاحب «أحبك أو لا أحبك» عجفت بقرات الشعر العربي أكثر مما يجب.. وأخذ من يقولون بعبارة «الرواية ديوان العرب» يعطون أكثر من مبرر للتأكيد على هذه العبارة القسرية؛ بل والطغيانية؛ ذلك أنه لا يمكن لجنس أدبي أن يحلّ محل جنس أدبي آخر ويقصيه من خريطة الكتابة.. فهل، مرة ثانية تنهض عنقاء الشعر من رمادها.. وتصيح بالقرب من أقواس قزح.. مطر، مطر.. كما كان يفعل بدر شاكر السيّاب أو كما كان يقول عبدالوهاب البياتي..
«يا من رأى أحفاد عدنان على خشب الصليب مسمرين/‏ النمل يأكل لحمهم/‏ وطيور جارحة السنين/‏ يا منْ رأهم يشحذون/‏ يا منْ رآهم يذرعون/‏ ليل المنافي في محطات القطار بلا عيون..»
أو كما كان يقول بلند الحيدري:..
«وخرجت الليلة../‏ كانت في جيبي عشر هويات تسمح لي/‏ أن أخرج هذي الليلة/‏ اسمي: بلند ابن أكرم/‏ وأنا من عائلة «معروفة»/‏ لم أقتل أحداً.. لم أسرق أحداً..».
لقد تعمدت أن أذكّر بهذه النماذج لشعراء راحلين نعرفهم من جيل الستينات والسبعينات على وجه التحديد.. فيا ليت تعود روح هذا الشعر اليوم إلى الحياة بمثل هذا الصدق.
هل نشهد عودة للشعر في 2018؟
هل يفعلها أحمد عبدالمعطي حجازي، وحسب الشيخ جعفر، وعزالدين المناصرة، وغيرهم وهم قلة ويعودون إلى الشعر كي لا يتيه أكثر وأكثر في أكذوبة «الرواية ديوان العرب»؟؟؟
نكتب مدفوعين بالأمل.. لكن الأمل وحده لا يشبع الجائع إلى خبز الشعر.. والقليل منه مع القليل من الماء يكفي للقول إن على هذه الأرض ما يستحق الحياة.. والكتابة أيضاً.
_________
*الخليج

شاهد أيضاً

في اليوم العالمي للشعر: كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !

(ثقافات) كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !  هذا ما قاله المكسيكيّ خُوسّيه بَاشِيكُو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *