الرسالة الأخيرة.. !!

خاص- ثقافات

*عمر ح الدريسي

لم أعد، أستطيع

لا قليلا

ولا كثيرا

أن أغمض عيني

ولا أن أنسى..

صراخ الاستغاثة

الطفل، “محمد الذرة”،

وهو جثة،

في حضن أبيه، الجثة

واليوم،

المُقعد، “إبراهيم أبو ثريا”

وغدا آخرون

كما الأمس

كثيرون

ولا أمثالهم

لا ينتهون

بأرض الجبارين

ومن كل أقرانهم

من البحر إلى البحر

من لا ينسوهم

ويهتفون بآثارهم

وضد المنع وإياهم

ومن قهر كسرة خُبز

ولو باتت بين أيديهم

يفاوضونهُم بها

ليقايضوا بها

التُراب،

والأرض،

والسماء،

والتاريخ،

واللغة،

والحرية،

وحتى “الكرامة”

و “الإنسانية”

وكل “الوجود”

ورُبّما،

إِلاَّ القبر والثابوت

إنْ تحولوا إلى “جثث”..

كسرة خبز تلك،

باتت ملغومة

بها نسفوا الفحولة

وبها عملوا الكمين

وبها بقروا

وعقروا الأرحام

وطمروا القرى

وكل الحارات

ونسفوا الكنائس

والنواقيس

ودمروا المآذن

والمحارب

وأقاموا الفصل

وثبّتوا الجدران

ولحسن حظ..

أرض الأنبياء

وطهارة المقام

اندلق فعل “قاوم”

من بين الركام

وجعل من الحطام

الحقل

والحصن

والبيت

وجعل من الحجارة

السلاح

وها أنا بالفعل “أُقاوم”

أُقاوم القهر بالإرادة

راجيا بركة السماء

حيت أنا “مصدر” يتيم

بلا جاه في “الخطاب”

وبلا وجاهة في “البلاغة”

ولا أستطيع “الفلسفة”

ولم أفقه “السفسطة”

أُقاوم الجبروت

أُقاوم سارقي الأوطان

أُقاوم تُجّار الدّم

وأقاوم سماسرة الأمصار

أقاوم..

من أجل الحرية

من أجل الوطن

من أجل الإنسان

سأقاوم..

لأجل الحياة

وعلى هذه الأرض

ما يستحق “الحياة”،

والمُقعد، “إبراهيم أبو ثريا”

قبل الرصاصة في رأسه،

كأنه، كان يستشرف “النهاية”،

وأنه سيغدو بعد لحظات،

 مع “محمد الذرة”،

في رسالته قبل الطلقة،

كان يقول،

”أنا بوصل رسالة (..)،

هذه الأرض أرضنا ..

ومش راح نستسلم ..

..(…)

الشعب الفلسطيني،

 شعب الجبارين”..!!

 

شاهد أيضاً

قصة “الظل” لإدغار آلان بو

(ثقافات) قصة الظل[1]. إدغار آلان بو ترجمة: عبد القادر  بوطالب                أنت الذي تقرأ ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *