الذي قادني كي أرى

*غسان زقطان

الرنينُ الذي كانَ يوقظني، دونَ أهلي، وحيداً
وثّمة صفّارة تقسمُ النورَ في مدخلِ النومِ بيضاء، أو هكذا خلتها
وهي تفتح أنفاقها في السواد
الذي مرَّ عنَّا على مركباتٍ منَ الشرِّ.
أو رميةِ النردِ في منزلٍ في التذكّر!
أسماؤُهم في الظلالِ مقسّمة
مثلَ خبزٍ تنهّد في النارِ واسودَّ
ظلٌّ لمئذنةٍ في الجوار، ثلاثة أولاد في الكرمِ والجدتان.
سيعبُر ضوءٌ من الحافلاتِ السريعة
لسنا هنا، كي نحبّكَ، لكنها عتمةٌ
في الممّرات تخلط أصواتهم
حين لا نهتدي للخيوطِ التي تمسكُ
الأبَ والعمَ والجد.

انحدارُ الطريق، الحصى والترابُ
التوجُّسُ من ضحكةِ الضبعِ في ثَنيةِ الوادِ
والريبةُ المصطفاةُ على الخيرِ
والتينُ والصبر
ترنيمةٌ من كلامٍ عجيبٍ وسيدُنا الخضرُ
عشرون بنتاً سيعبرنَّ من “بيت جالا” إلى الديرِ
حيثُ الغريبةُ عن أهلِها، جدَّتي، تشتري ما أحبَّت
وترسلُ منديلَها للحكايةِ أبيضَ من فتنةِ الصبرْ.
زيتٌ على ساحلِ الكتفِ
يهبطُ نحو المرايا منَ الظهرِ.

من دلَّ أمي عليّ وقد تهتُ
في صلواتِ النصارى ومسّت تراتيلُهم نومتي.
ومَنْ قادني مِن يدي كي أرى
نعمةً في الثمارِ وعلّية تنعقدْ.
في النهارِ الذي كان لي
حين نعبُر من تحت أقواسِهِ، أو صبيحتهِ
حبلُه في يدِ “الأبِ” أحلامُه في المباخرِ
أمواتُه في الحديقةِ يرمونَ زهراً على الصاعدينَ
وفي شرفةِ المسلماتِ زهورٌ وشايٌ
تزينهُ كي يصيرَ الأحدْ.

________
*الأيام الفلسطينيّة.

شاهد أيضاً

“المثنوى”و”شمس” من كُنوز مَولانا الرُّومي

“المثنوى”و”شمس” من كُنوز مَولانا الرُّومي منال رضوان     المثنوى المعنوى، وديوان شمس لمولانا جلال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *