وهل ينتهي الحب؟

خاص- ثقافات

*طلال حمّاد

وأحبّ امرأةً تأخّرَتْ في المَجيءِ
مِثْلَما ظَنَنْتُ
وقَدِ انْتَظَرْتُها
حتّى انْتَصَفَ اللَيْلُ
عَلى رَصيفٍ لِقِطارٍ يَمْتَدُّ
حَتّى يَخْتَفي
خَلْفَ الأُفُقِ
فَلا أراهْ
فَأخْتَفي
داخِلَ خَيْبَتي
وَقَدْ عَلِمْتُ
بِأنَّ القِطارَ
كانَ قَدْ جاءَ
مُنْذُ المَساءِ
وَأنّ امْرَأةً
كانَتْ قدْ سَألَتْ
عَنْ رَجُلٍ يُشْبِهُني
وَقالَتْ
لِحارِسِ المَحَطَّةِ:
قُلْ لَهُ
إنْ رَأيْتَهُ
أنّني أتَيْتُ
وَهْوَ حَتْماً
سَيُدْرِكُ الرسالَة
ثُمّ اٌرْتَحَلَتْ
بَعْدَما غَضِبَتْ
في نفْسِ القِطارِ
عائِدَةً
مِنْ حيْثُ أتَتْ
فَما هِيَ الرِسالة؟
**
سأظل أحبك، قال
حتى بعد أن ينتهي الحب
من هذه الأرض
أية أرض، وقد بعتها؟ سألته
هنا، حيث تقفين، هي الأرض
كل الأرض، قال
وإذا مشيت عنها؟ سألته
سأمشي عنها أنا أيضا
فهي بدونك بلا معنى
وهل ستحبني بعدها؟ سألته
بعدها ما الذي سيظل لي
في هذا الكون، وقد مشيتِ، قال
وأضاف، حتى الحب
هذا الحب
سيغادرني
سيغادرني بعدك
قلتُ أمشي، قالت
ولم أقل سأغادر
إذن لن تغادري، لن تغادري؟
سأغادر أنا إذن، قال
فبعدك لا حق لي
لا حق أن أظلّ هنا
فقد بعتها
بعت الأرض
وبعت السماء
وبعت، بعت حتى الهواء
من أجلك
ومن أجلك سأبيعني
سأبيعني، لكن بالمزاد
فهل ستشتري؟
اشتر
سأمنحك
لأنك أنت تخفيضاً
بشكل خاص
وحبك لي؟ سألته
حبي لك، قال
سيظل لك
سيظل لك
فخذيه
خذيه
قبل أن ينتهي الحب
من هذه الأرض
***
في المصعد الصاعد إلى الطابق الأخير من برج عمرنا الطويل
أشعلت عود ثقابها
في ثيابها
وقالت اقفز..
فقفزت
ونظرت
لأرى المصعد يهوي
محترقاً بها
أو هكذا ظننت
لكنّها
فاجأتني
بأن أنقذتني
من وقوع المصعد المحترق
فوق رأسي
فانتبهت
أنني كنت أحملها
على كتفيّ
فأنزلتها
وأخذتها
من يدها
كطفلة في الرابعة
تلعب بالنار..
ولا تعرف أنني التمر
وقلت كليني أو..
أطفئ النّار التي فيّ
وأحرقك
فنحترق
ونصعد كلانا
من جديد
معاً
إلى فوق
مثلما نفعل..
كلّما شبّ فينا
إلينا الشوق!!
****
ورأيت قلباً يمشي مُبْتَعِداً
على قدمين متعبتين
تُشْبِهانِ مِنْ قَريبٍ
قَدَمَيّْ
حزنت له
وما أن ابتعد
وحالت بيني وبينه الدروب
تفطنت
كالمخذولِ
بي
وبِهِ
إلى أنَّهُ قلبي
فحَزنْتُ
حُزْناً
شَديداً
عليّ

شاهد أيضاً

طه درويش: أَتكونُ الكِتابَة فِردَوْسَاً مِنَ الأَوْهامْ؟!

(ثقافات) طه درويش: أَتكونُ الكِتابَة فِردَوْسَاً مِنَ الأَوْهامْ؟! إلى يحيى القيسي لَمْ نَلْتَقِ في “لندن”.. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *