«الطابق الألف» رواية أميركية بالعربية

بيروت- ترجمة عربية لرواية The Thousandth Floor «الطابق الألف» صدرت حديثاً عن (الدار العربية للعلوم- ناشرون) في بيروت وهي من تأليف كاثرين ماكغي وترجمة أوليغ عوكي. بعد مئة عام من اليوم تتغير البنية العمرانية لمدينة نيويورك بطريقة دراماتيكية مع تشييد برج مكوّن من ألف طابق، يسكن الأغنياء أدواره العليا بينما يسكن أدواره السفلى الذين يدعمون بنيته التحتية.

تنطلق أحداث الرواية مع سقوط فتاة عن سطح البرج: هل هو انتحار أم مجرد حادث عرضي أو أنها جريمة قتل. وعلى رغم أن أحداث الطابق الألف تقع في المستقبل، لكنّ أجواءها ليست مقيتة؛ ليس هناك ديكتاتور شرس أو نظام طبقي أو معارك قاتلة. إنه لا يزال عالمنا الذي نعرفه، ولا زالت تحركنا فيه الوحدة والرغبة والقهر والحب وأشياء أخرى تجعلنا من طينة البشر.

لذلك وعلى رغم أن شخصيات «الطابق الألف» يعيشيون مئة سنة من الآن إلّا أن مشاكلهم لا تختلف كثيراً عن تلك التي نواجهها نحن اليوم، حيث تتقاطع دروب حياتهم على رغم تناقض شخصياتهم وتستمر صداقاتهم على رغم اختلاف مصالحهم الشخصية.

– من أجواء الرواية نقرأ: «كانت أصوات الضحك والموسيقى تخبو في الطابق الألف، والحفلة تنفضّ رويداً رويداً مع وصول الضيوف الأكثر صخباً مترنِّحين إلى المصاعد أخيراً ونزولهم إلى منازلهم. كانت النوافذ الممتدة من الأرض إلى السقف عبارة عن مربعات من العتمة المخملية، لكن الشمس كانت ترتفع بهدوء، والأفق البعيد يتحوَّل إلى أصفر زهري شاحب وذهبي ناعم متلألئ. ثم خَرق صراخٌ الصمت فجأة بينما كانت فتاة تسقط نحو الأرض، وجسمها يسقط حتى أسرع في الهواء البارد الذي يسبق الفجر.

في ثلاث دقائق فقط، سترتطم الفتاة بالإسمنت الذي لا يرحم للجادة الشرقية. لكنها الآن – بشعرها المتطاير مثل راية، وفستانها الحريري الذي يرفرف حول منحنيات جسمها، وفمها الأحمر الساطع الفاغر من الصدمة – الآن، في هذه اللحظة، كانت أجمل من أي وقت مضى. يقولون أنه قبل الموت، يمر شريط حياة الشخص أمام عينيه. لكن مع تسارع الأرض نحوها أكثر فأكثر، لم يكن بإمكان الفتاة التفكير سوى بالساعات القليلة الماضية، بالمسار الذي سلكته والذي انتهى هنا. فقط لو لم تتكلم معه. فقط لو لم تكن حمقاء إلى هذا الحد. فقط لو لم تصعد إلى هناك في المقام الأول. عندما عثر مراقب حوض السفن على ما تبقى من جسمها ووضع ذلك في تقرير الحادث وهو يرتجف، كان كل ما يعرفه أن الفتاة هي أول شخص يسقط من البرج منذ تشييده قبل خمس وعشرين سنة. لم يعرف مَن كانت، أو كيف وصلت إلى الخارج. لم يعرف ما إذا كانت قد سقطت، أو دُفعت، أو ما إذا كانت – تحت ثقل أسرار غير مُعلنة – قد قرّرت أن تقفز».
________
*الحياة

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *