وَلأنَّنِي أذُوب وليس بالسُّؤال

خاص- ثقافات

*عمر ح الدريسي

(1)

 ————————–

ذات يوم..

وفجأة هويت

وانتهيت عند قدميكِ

كان ذاتَ مساء..!

سألتيني..

كسؤال “حُورية”،

مُتلهفة الجواب

ونظرتُكِ شمعةٌ تتقد،

نورها ينير ليلِي البهيم

ويُلمِّع في بطن قلبي السّقيم

كأنِّي في قاع بئرٍ،

بَات في الخوالي مهجور،

انتشلتيني برمُوشك…

من أورام الزواحفِ العمياء

ومن أنياب القوارض الَّلقطاء

ومن بين كُثبان الصَّحراء

ومن قرّ القحْط والفيافِي..!!

(2)

—————————

أُجيبكِ…

ولم تسمعِيني

لأنني أذُوب، ليس بالسُّؤال

أذوب من صوتك

وأذوبُ تحت نظراتِ عينيكِ

كأنكِ بسؤالكِ

جذبتيني لمدارِ بئركِ العميق؛

عين الغدير

وفجأة.. لم أجدك

فـ صرتُ شمعةً تـتـقدُ على ضِفاف مَجرى الغدِير

أبحثُ عن زهرة “النّرجس”

أنا سليل العشق والجمال

حفيدُ الشعراء..!!

(3)

 —————————–

ومن دون أن أدري..

وجدتُ نفسي..؛

أذوبُ حُـباً..!!

ومُغرمٌ بـ الـ “حورية” “هِـيرَا”

التي لم تتعلم أُغنية الليل

ولم تعرف كيف تترك خدمة الآلهة

لأنني كرهت أن أرى “لاَ حُب” الإله “زيوزس”

لزوجته “إيكو”..!!

(4)

—————————–

تُرِكْتُ أذوب وحدي

وأبحثُ عن زهرة “النَّرجس” في مرايا مجرى الغدير

أحلم مثل درويش،

أسير وحيدا على ضِفاف الغدير،

ليلا.. أُوقِـد الشمعة

وأنا أنظم جراح عشقي

وأبكي وخز نكزات أشوقي

وأحترق في المِبْخرة

وأدفن أحلامي

من نبع رأس أجمار أناملي في المحبرة

أترك الأمدّة شواهد عديدي آهاتي

وإيقاعات همهماتي

كـ ألوان “قوس قزح”

وأنادي الـ “حورية” من بعيد..

مُنتظراً طي المسافات..

مُنتظرًا طي الزمن..

مُنتظرًا نسيان الخيبات..

مُنتظرًا وداع الخسارات..

مُنتظرًا فجر الأبديةِ..؛

فجرًا يكون مع قطرات النّدى

وبِـ تفـتُّق قلبٍ يَنبض كالنّبع الجديد

وَبِـ دم… شرايينُه تَجري كالغدير…

يسقي فسائل زهرٍ ووردٍ

يفوح بأطيب رحيق، عبر النّسيم العليل

ويقطر بدموع عطر، تنبض حُـبًا

ولا تجف مآقي طرف الحور من جديد..!!!

__________

Email : omar-drissi1@live.fr

 

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *