طعمك أيتها الحرية

خاص- ثقافات

*عايدة جاويش 

ما طعمُ الحرية يا صديقي

حلو حامض مر   …

لمْ أتذوقها بعد

لكنهمُ قالوا

إنها سفرجله

مهما زادَ حَجمها تظلُ حلاوتها

حامضة ممزوجة بمرارةِ الأيام
………………

لمْ أحرك ساكناً

عِندما زارتني

كنتُ أحلمُ بشجرٍ

يجمعُ الغيمَ فوقهُ ليرتوي

حلمٌ كانَ سيكتمل

لولا صُراخُ أمي

وهي تُرشِدني إلى الأشجارِ الظمأ

عبثاً يا صديقي الآن أحاول الحلم ثانية
…………..
ً
ما هو شكلُ الحرية

أهي ممشوقةُ القوامِ

أم أنها بقوامٍ قصير

مرَّةً سَمعتهم يقولون

أنها شجرة بأيدٍ كثيرة

تستطيعُ معانقةَ غيوم السماء

وأنا كل ما أريدهُ منها

عِناقٌ دافئٌ طويل

يطالُ جميعَ أحزاني

وأنتَ إلى الآن لمْ تقل لي

هل للحريةِ رائحة ..ألوانٌ مفضلةٌ

هي التي تفتحتْ أزهارٌ لأجلها وذبلت

ولم تُشربنا كؤوسَ نبيذها
………………

من شباكِ غرفتي الصغير

رأيتُ غيمة صيفية تائهة

في شتائي البارد

خرجتُ على عجلٍ لاُلاقيها

لكنَ القطارَ فتاني

لمْ أتأخر أبداً هذه المرة

لكنَ الوقتَ غدرَ بي

وتركني وحدي أشيدُ مواقفَ ومقاعدَ للمنتظرين

لذلكَ تراني حتى الآن

أغدو وأروح بين موقفين

وأنا  أتساءلُ  عن طعمكِ أيها الحرية

___

*شاعرة من سوريا

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *