الصمت.. أحياناً

خاص- ثقافات

*محمد مراد اباظة

للصمت صداه
يرتدّ عن جدران الغرفة
يعكس نكهة معزوفة
كانت ترقص قبل قليل
أو ضوضاء الأصحاب
بعد انطفاء سهرة
أو قهقهات صديق
تتماوج في الفراغ
بعد انصرافه.
***
للصمت مفردات لامرئية
تتجلّى مجسَّدةَ المعاني
لمن يمتلك موهبة الطفل الإحيائية.
***
للصمت ألوان قوس قزح
يعيد تشكيلها في لوحة
مَنْ يتميَّز بخيال طفل
وجموح عاشق.
***
للصمت ضجيج قاتل في ليل الغربة
وحنين جارح للصحبة
وبكاء حرّيف
بين تضاريس ذكريات محترقة
على أطلال وطن.
***
للصمت صيغة عدم بهيئة وجود
وصيغة وجود بهيئة عدم
وجدل بلا نهاية بين الصيغتين.
***
للصمت حيّز ينبض بأسرار
وهواجس متداخلة
وتاريخ حافل بتوقعات ضبابية
وأخيلة بملامح إنسانية
وتجربة مرّة في مختبَر الكآبة.
***
للصمت مخلوقاته الخفية
تشنُّ عليك استفزازاتها
تعرّي فيك ما تحاول إخفاءه
وتنبش في دفاترك السرّية
ما تسعى إلى كتمانه.
***
للصمت ثقل كابوس
وأنت في كامل وعيك
ولحظة مسكونة بحمحمة الجسد
وأنت مقيَّد رهن الاعتقال
في زنزانة (الآن)
ووطأة حلم يقظة
يتسكَّع أعرجَ على أرصفة الممكن.
***
للصمت مساحاته الشاسعة
ننطلق فيها بحريةٍ جامحة
كجياد برية
وفسحة نخترق فيها حواجز التفتيش
نتجاوز أسلاك الممنوع الشائكة
نجابه سلطات التابو بشجاعة
نتمرد على سطوة الطواطم
ونعلن انتماءاتنا إلى أنفسنا أولاً
ثم نتراجع،
نستسلم لصخب الواقع ثانيةً.
***
للصمت مرايا نواجهها
نتعرّى قبالتها
نعترف بما في داخلنا من تشوّهات
أو ندير ظهورنا لها مكابرين
وبعناد نمضي رافضين مناقشة الأمر.

شاهد أيضاً

قصة “الظل” لإدغار آلان بو

(ثقافات) قصة الظل[1]. إدغار آلان بو ترجمة: عبد القادر  بوطالب                أنت الذي تقرأ ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *