المشنقة !

خاص- ثقافات

* عبد العالي النميلي

بعد أن توارى خلف الأفق الدّامي النّهارُ

و رحلَ بكل من أُحِبُّ القطارُ

اِقتعدتُ ركنا معتما من الرصيفِ

بالمنعرج الغامض المخيفِ
أتجرعُ مرارتي
وعندما ثملتُ
وخفَّ جسدي
وارتعدتْ فرائص المحطة من زئيري
هشَّمْتُ الجَرّة على رأس الليل الشامت الشّرّيرِ
واستدعيتُ السفر
ونصبت له من قضبان السكة الباردة

ومن أسلاك الضغطِ العالي مشنقه
وتطلعتُ إليهِ بعينٍ مشفقه
سحبتُ من تحته أرجُلهِ كل حروف
الكراسي المرتزقه .
وعندما أيقظني برد الصباحْ
ومواء قطط جائعة ونباحْ
رأيتُ أسفلَ أسفَلِ قَدَمَيَّ المُتَدَلِّيَتَينِ

الْمُتَأَرْجِحَتَيْنِ الْيابِسَتَيْنِ
عيونا متطلعةً دامعه
وأفواها مرتجفة خائفه
يخنقُها النواحْ
كَأَنها عصافيرُ مُنخَنِقه!

___

5 يناير 2017 – أكادير-المغرب .

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *