تُشْبِهُني الريحُ

خاص- ثقافات

*عبد العالي النميلي

تُشْبِهُني الرّيحُ

إِذْ تُغْلَقُ الْأَبْوابْ

 وَيُنْكِرُ اللَّيْلُ

أَنْغامَ النَّهارْ

وَتَضيعُ زَنابِقُ الْفَرَحِ

في خُطى الراحِلينْ ،

وَيَذْبُلُ الرَّبيعُ

في أَعْيُنِ  الْأَحْبابْ .

***

تُشْبِهُني الرّيحُ

إِذْ تَعْوي وَحيدةً

في طُرُقِ الْبِلادِ الْبارِدَةِ

وَقَد اخْتَفى تَحْتَ الصَّقيعِ التُّرابْ ،

فَلا عِطْرَ لِنَشيجِ الْعَواصِفِ

وَلا غُبارْ .

وَلا أَحْلامَ تُحَلِّقُ في الْفَضاءِ

وَلا أَطْيارْ .

***

تَهُزُّ الرّيحُ

سَعَفَ النَّوافِذِ

تَمْسَحُ الْأَسْطُحَ وَالْأَعْتابْ ،

تَنوحُ الرّيحُ

تَتَوَسَّلُ في الظُّلْمَةِ والْبَرْدِ والْغِيابْ ،

تَصْرُخُ تَتَكَسَّرُ

وَلا جَوابْ .

***

تُشْبِهُني الرّيحُ

إِذْ يَتَحَجَّرُ اللَّيْلُ

في قَبْضَةِ الشِّتاءْ ،

وَيَعَشِّشُ الْمَوْتُ

في وَحْشَةِ الْغابْ .

وَأَشْعُرُ بِروحي حَسْرَةً

تَهْوي في بِئْرٍ شاسِعَةٍ

بِلا قَرارْ ،

وَأَشْتَهي لِقَلْبي مُتَّكَأً

فَلا صَدْرَ خَلْفي

وَلا جِدارْ .

***

تُشْبِهُني الرّيحُ

يا أُمّي

وَلا أُشْبِهُ أَحَدا

وَلا أُشْبِهُ شَيْئاً أَبَدا ،

لِأَنَّ روحي مِنْ ريحٍ

تَعْشَقُ الْجَرْيَ

بِما لا تَشْتَهي الْأَسْبابْ ،

وَتُؤْثِرُ التَّخَفّيَ

وَالْفِرارْ .
_________
*شاعر مغربي

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *