الهوية وشبكات التواصل الاجتماعي

خاص- ثقافات

*هلال شفيق

 

تحولت مسألة الهوية إلى “شيء” يقوم بعمل خاص. حيث يجب عليك أن تَخلق جماعتك الخاصة. إلا أن الجماعة لا تُخلق، إما أن تكون لك جماعة أو لا تكون. أما الشيء الذي تستطيع شبكات التواصل الاجتماعي أن تخلقه فهو “البديل”. والفرق بين الجماعة وشبكات التواصل الاجتماعي هو أنك تنتمي إلى الجماعة بينما شبكات التواصل الاجتماعي تنتمي إليك أنت.

ويمكنك أن تضيف الأصدقاء أو شطبهم، وأن تتحكم في الناس الذين تربطك بهم علاقة. بحيث يحس الناس بنوع من التحسن لأن الوحدة هي التهديد الكبير في زمن “التفرد” هذا. في حين يمكنك أن تضيف الأصدقاء أو شطبهم بطريقة سهلة في شبكات التواصل الاجتماعي، حيث لن تكون بحاجة إلى مهارات اجتماعية للقيام بذلك.

هذه الأخيرة (المهارات الاجتماعية) تقوم بتطويرها بينما تكون في الشارع، أو في طريقك إلى العمل، عندما تجد نفسك محاطا بأناس أنت بحاجة إلى تفاعل معقول معهم. وهناك سيكون عليك أن تواجه الصعاب، وأن تدخل في الحوار.

والحوار الحقيقي ليس هو الحوار مع أناس يشاطرونك الرأي نفسه. فشبكات التواصل الاجتماعي لا تُعلم التحاور لأنه من السهل تفادي الجدال.

ويستعمل الكثير من الناس شبكات التواصل الاجتماعي ليس بهدف توحيد الآراء، أو توسيع آفاقهم، بل العكس، الانطواء فيما يسمى بمناطق الرفاهية، حيث يكون الصوت الوحيد الذي يسمعونه هو صدى أصواتهم، وحيث الشيء الوحيد الذي يرونه هو انعكاسات وجوههم.

إن شبكات التواصل الاجتماعي مفيدة جدا، لأنها تقدم خدمات مُرضية، لكنها تبقى بمثابة “فخ”.

 

شاهد أيضاً

في اليوم العالمي للشعر: كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !

(ثقافات) كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !  هذا ما قاله المكسيكيّ خُوسّيه بَاشِيكُو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *