دَربٌ جنب القلب

خاص- ثقافات

*سيومي خليل

أُخرج من جيب سروال الجينز وجْها لم يكتمل بَعد
أَحمل المسَافة المتَبقية من العُمر على ظهر أتانٍ حَرون
وأُركض الظلال
أُروض الضَّلال
وأَدلف إلى درب اللايقين
راكضا على بَطن مملوءة بالفُشار الذي أكلته للتو مع صديقَتي
قالت أولُ سَحابة داعرة للعرق على جسدي :
كم ممتِع لحس العَرق
قلت ، وأنا باحث عن لسان قَديم ،منحته الصُّدفة لي :
كم ممتع أن يَتوقف العرق
كم ممتع أن تتوقف الأرض عن الدوران
إلى أَن يقضي المَساكين حاجاتهم
ويَعودون غير مُكَللين بالحَياةِ أو المَوت
للمبيت في غُرف قلوبهم الحَزينة
لمْ تكن السَّجائر غريبة عن رائحة العَرق
لقد تواعَدا مرارا ونَاما في قُماط الأخلاق
وقدَّما صَهوتيهما للمُجون الفقير
فسَجائر الفقراء
وعرق الفُقراء
لا بد أَن يُمسكا متلبسين بِمُضَاجَعَة السحاب
أُدخل يدي إلى جيب سروال الجينز
كي أخذ أي نَار أُصادفها هناك
حلمتُ دائمَا كقديسٍ فاجر
أن تَكون نار برومثيوس
لكنها دائما ما تكون قُداحة تَنوي حرق العالم
فلا تحرق إلا سُلاَمية إبهامي وسَبابتي
ما زلت دالفا إلى طريق اللايقين
صادفتُ في وسطه بائع ريح جَديرةٌ يداه بخنق الهَواء
حَيى طَرفي فقط
ووزع باقي الأَعضاء على العَاصفة
ودعا المشنقة أن تلقاني في وسط الطريق
وأنا أُهرول تَارة
أُكربس آخرى
وأزحف على الطَّريق في الغالب ببطني المملوءة فُشارا
تظهر صَديقتي في مَقام العشق مرة
ومرة في مقام النَّهوند
وآخرى في مقام التيه
تقضمُ حبل المشنقة بنواجذ مُستعارة من ليلى
لكنها لاَتعرف ماذا تفعل مع اللايقين .

شاهد أيضاً

قصة “الظل” لإدغار آلان بو

(ثقافات) قصة الظل[1]. إدغار آلان بو ترجمة: عبد القادر  بوطالب                أنت الذي تقرأ ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *