سيرورة الأدب في الشعر الصوفي

خاص- ثقافات

* أروى المهنا

يتمثل الأدب الصوفي بكونه الأدب الذي حاكاه الزهاد بمختلف اتجاهاتهم ومشاربهم الصوفية ، يدخل الأدب الصوفي في خوالج النفس والذات ومصطلح الصوفية يعود لمفهوم الحكمة ،بدأت الحركة الشعرية الصوفية في أواسط القرن الثاني الهجري بنثريات خجولة لم تدخل لعوالم القصيدة بعد ، أخذ الشّعر الصوفي بعد ذلك مجده بالوصف والغزل الحسي ومدلولاته المجازية والرمزية ، يهيم الشعر الصوفي في كيان اللغة سابراً أغوارها كما لو كانت هي الغاية والمُراد.

شكلت  النصوص الصوفية ذائقة ملهمة وركيزة فلسفية للتعبير الوجداني في ذلك الوقت وحتى إلى يومنا هذا فقد تأثر الكثير من المستشرقين بالأدب الصوفي وأعلامه وكتب عنه كبار الكتاب في الغرب ، ومن الجانب الآخر يحاول الشّاعر الصوفي في محاكاته للكون التعبير عن المحبة التي يحملها في قلبه للخالق بأسلوب عالٍ لا يميل عن الغموض الذي عُرف به.

رابعة العدوية” من الأسماء النسوية المهمة في عالم الشعر، والتي أخذت من الشّعر طريقاً خالصاً يصلها بالإله في هالة روحية راقية وتعتبر العدوية من الشخصيات المشهورة في عالم التصوف الإسلامي وتكاد تكون إحدى مؤسسين مذهب الحب الإلهي كما أشارت بإحدى قصائدها ذات التوجه الإلهي” عـرفت الهـوى مذ عرفت هـواك وأغلقت قلبي عـمن سـواك وكنت أناجيك يمن ترى خفايا الـقـلـوب ولسنا نـراك أحبك حـبـين حـب الهـوى وحبا لأنك أهـل لـذاك”.

من الأسماء التي عرفت بالتصوف وكتبت في الشّعر أيضا ” ابن الفارض” أو سلطان العاشقين كما كان يلقب أحد أشهر الشعراء المتصوفين الذي خلفوا ورائهم ارثاً كبيراً في الشّعر الإلهي كما يتضح ذلك في احدى قصائده ” قلبي يحدّثني بأنك متلفي روحي فداك عرفت ألم تعرف ” ومن أعلام التصوف حسين بن منصور الحلاج  الشخصية المعروفة في الأدب الصوفي أخذ الحلاج من الشعر طريقاً لقول الحق وليس فقط مسلكاً فردياً بينه وبين الخالق أراد من قصائده أن تأخذ الطابع الجهادي أمام الظلم والطغيان في المجتمع،  ولأن الرمزية كانت حاضرة بشكل قوي في الشعر الصوفي وغدت من أساسيات التركيبة الشعرية قام الكثير ممن لم يفهموا شعر الحلاج بتكفيره ومعاداته من أشهر ما دون الحلاج ” أنا من أهوى ومن أهوى أنا نحن روحان حللنا بدنا ” هذا وبالإضافة إلى شخصيات عديدة هامت في الماورائيات الصوفية وأصبحت من أعلامها كالنفري وابن عربي.

 

شاهد أيضاً

أبورياش: المثقف معني بكل شيء في وطنه وعليه إشعال المزيد من الشموع لإنارة الطريق

الأديب موسى أبو رياش: المثقف معني بكل شيء في وطنه وعليه إشعال المزيد من الشموع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *