قراءة في كتاب “الإهانة في عهد الميغا إمبريالية” للمهدي المنجرة

خاص- ثقافات

*عزالدين الشدادي

  

كلمة عن الكتاب :

الكتاب عبارة عن أفكار واراء مترابطة وكلية في طبيعتها، قدمها المؤلف في حوارات ولقاءات صحفية مع مجموعة من الصحف المحلية والوطنية والدولية كـ:  أسبوعية الأيام- الصحيفة – القدس العربي – الخليج – منبر الشباب – وكالة كيودو نيوز اليابانية-لوجورنال الأسبوعي – الأخبار – أقلام أون لاين.

مكونات الكتاب :

يتكون الكتاب من توطئة للمؤلف تعتبر بمثابة التأطير العام لما سيأتي من بعد لأفكاره وآراءه حول العديد من القضايا ذات الطابع الفكري- السياسي – الاجتماعي والاقتصادي،  ومن بعد التوطئة تأتي العديد من القضايا التي بلغت ستة وعشرون قضية اتخذت كعناوين لحوارات المؤلف الصحفية مع مختلف الجرائد المذكورة.

أفكار الكتاب :

يندرج فكر المنجرة وكتاباته المختلفة ضمن ما يسميه  بـ ” الذل“، وهو شر قديم عاد ليبسط هيمنته على العالم، والذل يعرفه معجم روبير ب ” فعل الإذلال الواقع على الغير أو على النفس” ، وأصبح الذل حسب المؤلف نمطا لتدبير المجتمعات وطنيا وعالميا ، وشكلا للحكم ، ووسيلة للتدبير والتسيير، وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي عاد هذا الذل كشكل جديد من أشكال الفاشية اتخذته ” الميغا إمبريالية” كسلطة وكسلاح ضد الكرامة.

11

هذا الذل موجه إلى دول العالم الثالث نتيجة انعدام التواصل معها أو الجهل الذي تتأسس عليه هذه العملية إلى حكام وأنظمة هذه الدول التي مارسته بدورها على شعوبها ومواطنيها فأصبح ذل مزدوج ينضاف إليه ذل ثالث يتمثل في غياب وانعدام الفعل الذاتي ، وقد شهدت الخمسين سنة الأخيرة ارتفاعا كبيرا لمظاهر الذل والمهانة الموجهة نحو ملايين الأفراد عالميا ، ويعطينا المؤلف مثال بسيط عن هذه الإهانة يتمثل في حادث وقع له في مرحلة الثانوي عندما طلب منهم أستاذ اللغة الفرنسية كتابة موضوع إنشائي حول مظاهر تستباح فيها الكرامة ، ومضمون المثال هو ما تعرض إليه ماسح الأحذية من إهانة وجهت إليه من طرف رجل أمن بعدما اتهمه بالتحرش بزبون معين، وبالإضافة الى هذا الحادث يعتبر المؤلف أن مظاهر الاهانة متعددة الأشكال والأصناف.

السبب في هذه الاهانة يعود إلى ظهور الميغا إمبريالية وتواطؤ أنظمة دول العالم الثالث بالإضافة الى الخوف من الاسلام ليدخل العالم تحت وطأة “الذ لقراطية “أي نظام سياسي واجتماعي وثقافي يقوم على أساس استغلال التفاوت في علاقات القوى الداخلية والخارجية ، ومحاولة بسطه لهيمنته عن طريق الخوف أو الرهابقراطية ( ممارسة الحكم بواسطة الخوف والتخويف)، بدل الديمقراطية والحريات الأساسية،ويعتبر القسم الأكبر ضمن دول العالم الثالث الذي تعرض لهذه الاهانة هو العالم العربي والإسلامي.

إذن أصبحنا أمام ذل مزدوج تجلياته أصبحت متجلية وبادية للعيان ، وما تشهده العديد من الدول ( فلسطين ، العراق ،الشيشان، أفغانستان…) من أبرز الأمثلة الواضحة المعالم ، وأمام هذه التجليات ستصبح الانتفاضات حتمية وهي انتفاضات ضد الكرامة والحرية، فعمر الإهانة لن يستمر طويلا ، لكن بالمقابل يحتاج إلى انتفاضة من تمارس عليه هذه الإهانة .

وتطرق المؤلف إلى مجموعة من النقط المترابطة فيما بينها يبقى أهمها ما يسميه بالقمع الخفي أو ما بعد الاستعمار المتمثل في الحرب ضد الارهاب وما يرافقه من ضجة إعلامية الغرض منها تقليب الرأي العام ونحت أيام بتواريخ معينة في مخيال الذاكرة الجماعية ، وقد انطلقت هذه الحرب بعد أحداث 11 شتنبر 2001 التي يعتبرها المؤلف أحداث مخطط لها  وكذلك من علامات انهيار الامبراطورية الأمريكية  التي دخلت غمار حروب صليبية أي حضارية كان أهمها الحرب ضد العراق وأفغانستان ،وهي حروب وخصوصا الأولى  يشبهها بالجرائم الثقافية التي كان الهدف منها إحراق الكتب والمتاحف وإيقاف التقدم الفكري والمعرفي، فقوة و.م.أ تكمن أساسا في ضعفنا وخنوع أنظمتنا،ويبقى الحل للخروج من هذه الاهانة بعولمتها العودة الى الهوية الوطنية المتمثلة في اعتماد اللغة العربية كمقوم أساسي على غرار ما حققته بعض الدول الاسيوية كاليابان التي يعتبرها قوة صاعدة وقادمة .

وينهي المؤلف كتابه بتقديم كلمة في حق أستاذه المهدي بنعبود الذي علمه قيمة الكرامة.

________
* باحث من المغرب.

شاهد أيضاً

فصل من سيرة عبد الجبار الرفاعي

(ثقافات)                       الكاتب إنسان مُتبرع للبشرية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *