‘كالام’ رواية هندية عن قرية مجهولة وبطل يواجه اليأس

أبوظبي – تتناول رواية “كالام” للكاتب الهندي إم تي فاسوديفان ناير طبيعة الحياة في قرية هندية من قرى الجنوب الفقيرة المنعزلة، في وقت فرضت فيه العزلة على القرية التمسك بتقاليد قديمة بالية ترجع إلى المئات وربما إلى الآلاف من السنين.

ويأخذنا المؤلف إم. تي. فاسوديفان ناير في رحلة مع بطله من القرية التي قضى فيها صباه وبواكير شبابه إلى المدينة الصغيرة التي ذهب لقضاء دراسته الجامعية فيها ثم إلى مدينة أكبر حيث عمل وقضى معظم حياته العملية.

وسيتو بطل الرواية، الصادرة عن مشروع “كلمة” للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة والترجمة العربية للرواية، وترجمتها إلى العربية الأديبة المصرية سحر توفيق، يشبه في شخصيته أغلب شباب جيله، تربى في بيئة فقيرة ببيت أسرته واعترضته العديد من العقبات وتتالى إحباطه في كل مرة تسير به الأحداث من الآمال الكبيرة في حياة أفضل إلى حياة أخرى ولكنها مليئة بالتعاسة.

وقد رسم المؤلف شخصية سيتو ببراعة تامة والحق أن معظم شخصيات هذه الرواية مرسومة بدقة تجعلك تشعر بأنك تعيش معها وتشعر بكل ما يدور في نفوسها. وفي النهاية سوف تسأل نفسك هل كان سيتو شخصا أنانيا خائنا لكل من أحبوه، أم أنه كان ضحية الظروف والإحباطات التي واجهها في كل مرحلة من مراحل حياته؟

ويتحدر المؤلف مادات تيكيبات فاسوديفان ناير من ولاية كيرالا الجنوبية في الهند ويكتب باللغة المالايالامية، واشتهر بكتابته التي تؤرخ للحياة في العائلة الأمومية المترابطة في كيرالا، وهي البيئة التي يصفها بالحميمية في روايات متعددة. وقد فاز بالعديد من الجوائز على رواياته نذكر منها جائزة جنانبيت لعام 1995، كما كتب أيضا سيناريوهات وحوارات للسينما وفاز بجوائز عن أربعة من أعماله في هذا المجال.

ورواية “كالام” التي كتبت سنة 1969 هي الرواية السادسة للكاتب. ورغم أنها ليست سيرة ذاتية بشكل مباشر، إلا أن كاتبها يعترف بأن “سيتو في رواية كالام، يشبهني كثيرا. إنني أشارك سيتو في تجاربه العاطفية والأحوال التي مرت به”، كما أشار أيضا إلى أن الكثير من شخصيات الرواية كانت تمثل جزءا من قريته.

ولد مادات تيكيبات فاسوديفان ناير في العام 1933 وحصل، كما يعرف بين أهله وذويه، على الاعتراف به كاتبا بعد نشر قصته “حيوان السيرك” سنة 1953 التي بدأ بها حياته ككاتب. واشتهر إم.تي بكتاباته التي تؤرخ للحياة في العائلة الأمومية المترابطة في كيرالا، وهي البيئة التي يصفها بـ”الحميمية” في روايات مثل “نالوكيتو” التي كتبت سنة 1959 و”كالام” التي رأت النور عام 1969. وهو حاليا رئيس أكاديمية ساهيتا بكيرالا ورئيس تحرير لصحيفة “ماتروبهومي”.

أما المترجمة سحر توفيق التي نقلت النص إلى العربية فهي روائية ومترجمة مصرية، من أهم أعمالها “أن تنحدر الشمس”، و”بيت العانس” (مجموعتان قصصيتان)، و”طعم الزيتون”، و”رحلة السمان” (روايتان). كما ترجمت عددا من الكتب منها “بحث التغير الاجتماعي”، تأليف جولي ماكليود وريتشيل طومسون القاهرة 2014، و”الإرهابية الطيبة” تأليف دوريس لسنج القاهرة 2010، و”ألوان أخرى” تأليف أورهان باموق القاهرة 2009، و”الطريق الطويل: مذكرات صبي مجند” تأليف إشمائيل بيه 2009، و”شهيرات النساء” تأليف ماريلين بوث 2009، و”الهوية والعنف” تأليف أمارتيا صن الكويت يونيو 2008.
_____
*العرب

شاهد أيضاً

فصل من سيرة عبد الجبار الرفاعي

(ثقافات)                       الكاتب إنسان مُتبرع للبشرية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *