أدباء أحبوا مي زيادة… ماذا قالوا لها في رسائلهم إليها؟

*أحمد عبد العال رشيدي

كوكبة من أشهر الأدباء طافت حول مي، في مسار محدد، كما تدور الكواكب حول الشمس. من اقترب منها احترق حبّاً، ومن ابتعد عنها تاه في الفضاء البعيد فراقاً وهجراً.

غازلها شيخ الشعراء إسماعيل صبري قائلاً: “وأستَغفر الله من بُرهَةٍ منَ العُمرِ لم تَلقَني فيكِ صَبّا”. وحين دعي الشاعر حافظ إبراهيم القاضي والشاعر عبد العزيز فهمي إلى الكلام، نظر هذا الأخير إلى مي وقال: النظر هنا خير من الكلام ومن الإصغاء. ووصف أحمد شوقي شعوره نحوها شعراً: “إذا نطقت صبا عقلي إليها… وإن بسمت إليَّ صبا جناني”. وقال عنها صاحب مجلة الرسالة أحمد حسن الزيات: “تختصر للجليس سعادة العمر كله في لفتة أو لمحة أو ابتسامة”. ورثاها عبّاس محمود العقاد قائلاً: “كل هذا في التراب آه من هذا التراب”.

ولدت الشاعرة والأديبة اللبنانية الفلسطينية مي زيادة في 11 فبراير 1886، ورحلت في 17 أكتوبر 1942. اشتهرت في مصر التي وصلتها مع عائلتها وهي ابنة عشرين سنة وكانت منفتحة على الثقافات كافة، وكان اختلافها عن حياة النساء في مصر وقتذاك ملحوظاً، إذ كانت مثقفة ومتحررة إلى حد بعيد. وبرغم التفاف النخبة حولها، بدت بينهم متّزنة وملتزمة، حتى تكاد تكون قديسة أو راهبة في الدير.

صالون مي الأدبي

اشتهرت مي بصالونها الأدبي الذي كانت تقيمه في منزلها الكائن في شارع عدلي، كل يوم ثلاثاء منذ عام 1913، قبل أن ينتقل عام 1921 إلى إحدى عمارات جريدة الأهرام ويستمر حتى الثلاثينيات من القرن الماضي.

وتردّد إلى صالونها أرباب القلم وأئمة الفكر وزعماء السياسة ودُهاة الديبلوماسية، فضلاً عن سدنة الدين وصفوة المجتمع أمثال عباس العقاد وطه حسين وأحمد لطفي السيد وشيخ الشعراء إسماعيل صبري والشيخ مصطفى عبد الرازق والمفكّر شبلي شميل وأمير الشعراء أحمد شوقي وشاعر النيل حافظ إبراهيم وشاعر القطرين خليل مطران والشاعر الثائر ولي الدين يكن، والأديب مصطفى صادق الرافعي والكاتب انطوان الجميل والدكتور منصور فهمي.
________
*رصيف 22

شاهد أيضاً

في اليوم العالمي للشعر: كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !

(ثقافات) كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !  هذا ما قاله المكسيكيّ خُوسّيه بَاشِيكُو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *