جريمة شرف/ يونغ-ها كيم

*ترجمة: راضي النماصي 

التعريف بالكاتب

يعد يونغ-ها كيم (1968-الآن) أحد ألمع مؤلفي كوريا الجنوبية في الوقت الحالي، وقد حصل على جميع جوائز الأدب هناك. ترجمت له أكثر من رواية ومجموعة قصصية إلى اللغة الإنجليزية، وأشهرها «لدي الحق بتدمير ذاتي» و«جمهوريتك تناديك» و«زهرة سوداء».

جريمة شرف – يونغ-ها كيم (قصة)
ترجمة: راضي النماصي

     كان عمرها إحدى وعشرين عامًا وذات بشرة ناعمة وصافية، وكان وجهها مشرقًا ونديًا حتى بدون مساحيق التجميل. ولذلك السبب تحديدًا عيَّنها طبيب الجلدية كموظفة استقبال في المكتب. كانت وظيفتها سهلة، فكل ما عليها عمله هو كتابة أسماء المرضى ثم تقول للواحد منهم بصوت ودود: “اجلس حتى نناديك باسمك”، بعدها تبحث عن بياناتهم وتسلمها للممرضين. منحت بشرتها آمالًا عالية للمراجعين مما شجعهم على منح ثقتهم الكاملة في المكتب، وسبَّب ذلك زيادة مفاجئة في المبيعات.

     لكن في يومٍ ما أخذ وجهها بالتداعي. بدأت المشكلة بظهور بثرة صغيرة، ثم تكاثرت بشكلٍ أسوأ حتى غطت الوجه بالكامل. لم يعرف أحد السبب. في البدء، قام الطبيب الشاب – الذي لم يستطع بدء مشروعه دون قرض بنكي – بمساعدتها بكل طيبة، لكنه توقف عن ذلك مدفوعًا باليأس، وكلما ركز على علاجها ازدادت حالتها سوءً. غطت البقعات الحمراء كامل الوجه حتى غدت كقطعة بيتزا مرمية من مكان بعيد. جن جنون الطبيب وكرهتها الممرضات بعد ذلك. في يوم ربيعي، تركت رسالة خلفها تقول “أعتذر للجميع، أنا آسفة” وقامت بالانتحار. عين المكتب موظفة جديدة، وكان وجهها مشعًا لدرجة أغمضت أعين الجميع.
_______
*مدونة راضي النماصي الشخصية على الانترنت
https://radhiblog.com/2016/10/16/young-ha-kim/

شاهد أيضاً

في اليوم العالمي للشعر: كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !

(ثقافات) كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !  هذا ما قاله المكسيكيّ خُوسّيه بَاشِيكُو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *