المرأة الزجاجية

خاص- ثقافات

*د. سمر الشامسي

كُتب الكثير في دراسات الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع والنفس عن شخصية المرأة، وما يميزها عن شخصية الرجل. ولم يقتصر الاهتمام بشخصية المرأة على العلماء والباحثين، بل تعداهم ليكون الشغل الشاغل للناس البسطاء العاديين. وقد اشتهرت تلك المقولات التي تعبر عن عجز الرجل عن فهم شخصية المرأة.
فالشخصية الصعبة من النساء هي من تمتلك عقل رجل وقلب طفل وجسد أنثى .
فالمرأة ككأس زجاجي يحتوي ما بداخله تماماً ويحفظه من التلف كعقل الرجل تماماً ، ومع ذلك فإن ما يحتويه الكأس الزجاجي ظاهر تماماً ولا يخفي ما بداخله عن أحد كقلب الطفل الشفاف الذي لا يبرز إلا المحبة والود والشفافية المطلقة ، حيث أن الطفل لا يعرف الكذب الضار وكل ما يفعله ظاهر للعيان دون مداراة أو إخفاء .

ومن صعوبة المرأة امتلاكها لجسد خلاب ممشوق بجمال الخالق إذا أخلص أنار الكون لمن أخلص له وغرس السعادة في القلوب فله متعة كمتعة العبادة ، وله مذاق ما أشهاه وألذه ، يعطيك ما لا تتخيله أو تجده في أحلامك ، فهو كالزهرة الفواحة تمنحك رحيقها كلما دنوت منها ، جمالها كجمال الزجاج له بريق كريستالي يبهرك بلمعته ويعطيك من الألوان أجملها
وعليك الاحتراس من هذا النوع من النساء فرغم امتلاكها لكل مقومات السعادة فإياك وجرحها فهي زجاجية لا يظهر جمالها إلا وهي مستوية بسلام ، وإذا جرحتها كسرت استوائها فلو اقتربت منها جرحتك وجعلت نزيف الحياة يسيل بالضيق والكآبة فاحذرها واحفظها وإياك والعبث بها .

فهي التي تملك عقل الرجل الذي باستطاعته مجاراة كل الأمور وتقدير الناس بمقاديرها ، كما تمتلك قلب طفل بما يمنحه من حب وصفاء وبراءة ودلال وصدق وجمال ، وتمتلك الجسد الذي يطيب ويجرح ، ويمنح ويمنع فكن معها كالطبيب الذي يشعر بأنين مريضه ويعيش معه حالته في مرضه ونقاهته واعلم بأن المرأة ليست كيان هلامي يستطيع الإنسان تجاهله .
ولعله ليس من قبيل المصادفة أن يصف رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء بتعبير “القوارير”، ويوصي أمته بقوله “رفقاً بالقوارير”. لأنهن كزجاجات العطر الثمين. ولا عجب أن يردف قائلاً “ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم”! أما عقل النساء وتدبيرهن فقد أثنى عليه الله عز وجل، فوصفهن بالحكمة (وأوتين الحكمة من قبل). ووصف كيدهن بالعظيم.

إنها المرأة الزجاجية كما وصفها رسول الرحمة.. فيها صلابة الزجاج وبريقه، وشفافيته ولمعانه، وقوته والقه الذي يأخذ بالعقول والألباب.
، فعندما تحمل مسئولية أمر أو عمل فاقت بقدرتها كافة العقول ولمع بريقها فأبهر العيون كيف لا وهي من ملكت عقل رجل وقلب طفل وجسد أنثى لذلك فقد صدقنا التعبير عندما قلنا زجاجية المرأة .

شاهد أيضاً

الكاتب والكِتابة وأثر فيرتر

(ثقافات)  الكاتب والكِتابة وأثر فيرتر مصطفى الحمداوي يقول أومبرتو إيكو بإصرار لافت للانتباه: “لطالما افترضتُ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *