مدينتي

خاص- ثقافات

*عادل بوحوت

لمّا لمحت.. يا مدينتي

وجهك

من زحمة القطار

أدركت طعم الطفء الذي

يتسلّل إلى الجسد الغارق

في عبق العشق الأزلي

عرفتُ أنك ملهمتي

ومُقرئتي حكايا الحبّ، والموت، والنار، والثلج…

والرصاص المنبعث من مسدّس طفل

يتلهّى.. عن أمّه التي انشغلت

تعدّ قطع الخبز المحمّص،

وشُربةً من ماء النهر الذي

كدّر صفوه مَرْكَبُ سائح أجنبي عبر متنزّها…

وتُطِلُّ من خِدرها

ملحمتي البائدة

وتنبعث أنصاف الذكريات

من بين أزقة الريح، والرماد، والوحل

المسجى

على ممر حجري

اِصْطَفَّ على ذِرعِه الأيمن باعة متجوّلون

والذرع الآخر مبتور.

وأنْتِ ملقاة على ظهرك

لا تأبهين بما افترشه

زوارك خارج الأسوار.. والأبوابِ

الموصدة.

والزنجبيل، والزّعفران، وماء الورد

والزعتر البري، ووثائق إثبات البنوة..

أحرقها نيرون..

فمن لي إذا أنكِرت وأنا أنزف نارا

بين ثدييك

وذاك اللبن لم يجف

على شفا شفتي

وقد نسيت اسمك واسمي..

ورأيت القطار ينزل بي

على أرصفة رمادية..

شوهت ملامحَها الريحُ.

لا..

لم تكوني أنت التي

وطأت رجلاي صدرها المخضب بالحناء

كأنما تزف نفسها عجوزٌ عذراءُ

أوقدت شمعا أحمر، ووضعت أحمر الشفاه

وقد نسجت عنكبة خيوطها على النوافذ الزجاجية المكسرة…

ورأيت وجهك الذي كان

يشبهني

ويهزني

ويسعد.. ني

ويحزني

ويغرقي

ويسعفني

ويُنسيني

ويذكّرني

لكنه… الآن… لم يعد يذكُرني..
_______
*شاعر مغربي

شاهد أيضاً

قصة “الظل” لإدغار آلان بو

(ثقافات) قصة الظل[1]. إدغار آلان بو ترجمة: عبد القادر  بوطالب                أنت الذي تقرأ ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *