الْجوَائزُ الإماراتية.. رُوِحَ الْمُبَادَرَةُ وَالتَّمَيُّزُ

خاص- ثقافات

*إسراء المنسي

تقف الإمارات اليوم في مصاف الدول المتقدمة بفعل الإنجازات الجبارة التي تم تحقيقها منذ نشأة الاتحاد. فقد حققت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الأعوام الماضية إنجازات كبيرة في كافة المجالات أكدت خلالها القدرة على التكيف مع المتغيرات ومواكبة التطورات، وأدت هذه الإنجازات إلى ترسيخ مكانة الدولة وريادتها في المنطقة العربية.

يوثق هذا الكتاب (الصادر عن دار النشر كريتسبيس الأمريكية، 2016) لأحد هذه الانجازات وهي الجوائز الإماراتية المتخصصة، والتي اهتمت بها قيادات الدولة على مر السنين من مطلق أن “الجائِزَةُ” في حد ذاتها أداة معنوية تُقدَّمُ لصاحبها الحقيقي المنتج الفعال في أي مجال من مجالات العلم والمعرفة، والإبداع في الفن والأدب، أي في جميع المجالات التي تسهم في تقديم المنفعة والخدمة للإنسانية.

ومما لا شك فيه؛ أن للجوائز المتخصصة قيمة لا ينكرها أحد في بناء المجتمع الإماراتي، لأن المجتمع المتقدم يحتاج إلى التركيز على النجاح والتميز وإبرازهما، ويحتاج إلى محفزات وآليات لتحقيق ذلك، والجوائز هي إحداها.

فقد ظهرت في السنوات الأخيرة العديد من الجوائز المتخصصة ذات السمعة العالية في دولة الإمارات العربية المتحدة، كرمز جميل يكرم بها المكدون والمجتهدون في البحث عن ألق الإبداع والابتكار والتفرد. فعندما يطمح الإنسان أو تسعى المؤسسة جاهدة إلى تحقيق جائزة ما، ثم يُعطي المجتمع المؤسسة أو الفرد الأولوية بسبب الجائزة ويجعل طريقه ممهدًا، فهذا يعني تحول الجائزة إلى مُرشح أو “فلتر” لتحديد أولئك الذين يعبرون من ضفة الاجتهادات إلى ضفة التميز.

الواقع أنَّ؛ الإمارات تدعم كافة الطاقات الكامنة لرأس المال البشري “المواطن”، عبر تشجيع وبناء القيادات في القطاعين الحكومي والخاص. وتعتبر الجوائز أحد وسائل التشجيع، فالجائزة أيًا كان نوعها ما هي إلا صدى لعملٍ مميز، وفي الوقت ذاته تمنحها جهة قادرة على تمييز العمل من خلال معايير علمية دقيقة، تمكنها من القدرة على الحكم الحيادي والموضوعي، بحيث تكون الجائزة في النهاية شهادة للفرد أو للجهة الممنوحة لها على تميز الأداء في مجالها، وبرهانًا للجهة المانحة يؤكد قدرتها على الحكم بين المتنافسين.

إن عدد الجوائز التي رصدها الباحثان (الدكتور عزام إرميلي، والدكتور أشرف صالح) على المستوى المحلي داخل دولة الإمارات يؤكد أن الدولة تدعم جهود المواطنين وخبراتهم في جميع المجالات، مما يعزز شعورهم بالإنجاز وتحقيق الذات. أما الجوائز الإماراتية على المستوى الخليجي والعربي، فتؤكد على روح المبادرة لدى القيادات، وتجسد الحرص على خدمة الأمة العربية لضمان تطور ونمو مؤسساتها ورقي ورفعة شعوبها. وتساهم الجوائز الإماراتية العالمية في تعزيز مكانة الإمارات في الساحة الدولية، وتبرز دورها كنموذج رائد يحتذى به إقليميًا وعالميًا.

والحق أننا نأمل من مؤسساتنا العربية الحكومية والخاصة المبادرة إلى الاستفادة من النموذج الإماراتي في إطلاق الجوائز من أجل تعزيز القدرات، وندعو مواردنا البشرية في العالم العربي للمشاركة في فعاليات الجوائز والتنافس عليها بهدف التطوير المتواصل، لأنه في السباق نحو التميز ليس هناك خط محدد للنهاية.

____
*كاتبة وأكاديمية من مصر

 

شاهد أيضاً

في اليوم العالمي للشعر: كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !

(ثقافات) كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !  هذا ما قاله المكسيكيّ خُوسّيه بَاشِيكُو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *