المدن صبايا

خاص- ثقافات

*أصالة قسام

المدن صبايا
والزائر لقلبها مرصود,
السّوق غواية المدن
و شعرُها المشكول بسطات حليّ…”
عبارةٌ كتبت على مشربِ ماء 
قد جفّ – بسالفِ مدينةٍ تركتها-
الآن, عطشى
وكلُّ /المولات/ هنا
لا تروي إلا غربتي!
* * * 


قل لي
كيف أمنحُ مدينةً نبضاً,
كيف أعلّمها الرقص؟!
أألبسُ شوارعَها خلخالاً و أساور؟!

“ميلي على عنات القصب ما أجملو ميلك”!
كان يغنّيها بائعٌ على بسطةِ شالات
هنا, لا كعوبَ تمنحُ الأرصفةَ أذناً موسيقية
لا بسطات تغمزُ لساقِ صبية
لا وجوه تزحمُ بشرايين الطريق!!
* * *

من أين تأتي المدن بكل هذه الرصانة؟!
قاسيةٌ كناظرةِ مدرسة
كلّما ضحكت, تعضُّكَ شارةٌ حمراءُ من فخذك
شوارعها مسطرة
تضربك على أصابعكَ إن خالفت رَكبَ السّواد
كيف للعشاق أن تلتقي دون أزقةٍ ملتوية؟!
كيف لقبلٍ أن تعششَ بزوايا منفرجة؟!
كيف تبعث بمدينةٍ ابتسامة
بربك,
من أيّ خاصرةٍ أدغدغها؟!
* * *

حدّثني عن ساحات شبعى بعربات الفول
عن حفاةٍ ومساكين اكتنزوا بابتسامة
عن قهرٍ مدفونٍ خلف حاويةِ قمامة
عن نافدةٍ مفتوحة, لشمسٍ ونسيم, واصطيادِ عاشق…
كيف للبيوتِ أن تتنفس
والشبابيكُ غصباً موصدة؟!
مدينتي حسناء
الرّكبُ فيها مكشوفةٌ تحتَ الماء
لا تخافُ دغدغة السمك…
لا قرشَ أسودَ يقضمُ أذني إن صرخت,
ضحكت,
فردت شعري, أو عشقت…
قل لي
كيف لزهرةٍ أ ن تقنعها بالذّبول؟!
كيف تطمس حواسَ وردة بقمقمٍ أسود
كم ماردٍ مشبعٍ بالبارود سيعطسُ بوجهك؟!
______
*شاعرة سورية

 

شاهد أيضاً

قصة “الظل” لإدغار آلان بو

(ثقافات) قصة الظل[1]. إدغار آلان بو ترجمة: عبد القادر  بوطالب                أنت الذي تقرأ ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *