كتاب عن البعد الكوني للذات الإنسانية

عمان – يستمر الكاتب الفلسطيني فراس عبيد في محاولاته لاستكشاف علم وباطن التجربة الإنسانية، وصولا إلى تحقيق شيء من السعادة والتوازن الداخلي والرضا في الحياة من خلال العديد من الأسرار كما يصفها، والمبادئ في كتابه “الأسرار الثلاثة”.

ويتناول عبيد في كتابه، الذي صدر مؤخرا عن دار الأهلية للنشر والتوزيع في عمان، ثلاثة محاور أساسية أو ثلاثة أسرار كبرى تحكم العالم الباطني للإنسان، ويتفرع منها العديد من الأسرار والمبادئ التي من شأنها أن توصل الإنسان إلى الشعور بالهدوء والراحة والتوازن عبر الاستعانة أيضا بالروحانيات والطاقة الإيجابية والاستماع ومحاورة النفس والتأمل، فبين صفاء الباطن وحقيقة “لا اكتمال الدنيا” ومحاورة الذات يجد الإنسان طريقه الفضلى في الحياة.

ويتحدث الكتاب عن ثلاثة مفاتيح للحياة الروحية، من شأنها أن تنبه وتستنهض الطاقة الكونية الموجودة في داخلنا للاستعانة بها للاستمرار في الحياة بشكل أفضل وأكثر هدوءا، فصفاء الباطن هو ذلك الشعور أو ثمرة لحياة التوازن التي يعيشها الإنسان ويربط فيها بين اللذة والألم، فالتوازن والوقوف في المنتصف أمر أساسي لإدراك الحياة بوعي أكبر والصفاء الداخلي هو الغاية التي نحتاجها وتتحقق بالتوازن وتولّد فينا تلك الطاقة الإيجابية الهائلة التي يشعر بها الإنسان وتصل إلى الآخرين، وتؤثر فيهم بحيث يقتربون منا أكثر ونشعر بالارتياح لهم.

ويرى عبيد أن “هذا السر أو الغاية” تتحقق أيضا بالمحبة واحترام التصميم الكوني بمعنى عدم مخالفة القوانين الكونية المنظمة للحياة وتخصيص وقت للتأمل والتفكر، وإعادة تقييم النجاحات والإخفاقات والشكر والاعتراف بالأخطاء، إضافة إلى تحمل المسؤوليات والابتعاد عن الأفعال السرية والمغضبة، وما ينتج عنها من الشعور بالقلق والتوتر والحزن والنظر إلى البعيد في الأفعال والعلاقات بطريقة التدرج والاقتراب بتسلسل، والأهم أيضا تطوير نظام الحكمة لدى الإنسان عبر مراجعة الذات والاستفادة من التجارب، لا سيما أن الحكمة تطور الإنسان وتحميه.

ويطرح عبيد في كتابه أيضا ضرورة إيمان الإنسان بحقيقة أن الحياة ليست كاملة ومثالية، فنحن لا نحصل على كل ما نريد ولا نعيش فيها كما نريد ونرغب، وبالتالي القبول والإيمان حتى تستمر الحياة لحين العودة إلى الخالق دون التذمر مع أهمية التطوير باستمرار ضمن القدرات والإمكانات، بحيث يقتنع الإنسان ويرضى بحياته ويستمر في بذل أقصى درجات التغير والعمل.

ويتناول عبيد فكرة محاورة الذات باستمرار كسر ثالث باتجاه التوازن والسعادة وكأداة جبارة لا تكل ولا تمل توصل الإنسان إلى بر الأمان عبر إعادة الاعتبار لهذه الأداة، للتعرف على النفس وفهمها أكثر واحترام رغباتها وتجاوز الحوار الصامت والأنماط الجاهزة إلى الحوار بصوت عال ومباشر مع الذات، للاستفادة من الذبذبات المادية والروحية، إضافة إلى الورقة البيضاء التي تعتبر من أهم طرق محاورة الذات دون تزييف، وتساعد الإنسان على اتخاذ قرارات وحلول برؤية واضحة بعيدا عن التسرع.

_____

*العرب

شاهد أيضاً

أول رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي

(ثقافات) أوَّل رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي: أركيولوجيا الصورة في رحلة ابن بطوطة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *