“سينما المتحف”: بحثاً عن الكلاسيكيات

تونس- خلافاً للعواصم الأوروبية، حيث يمكن أن تجد صالات متخصصّة في عرض كلاسيكيات السينما دون أن يرتبط ذلك بتظاهرة ثقافية أو مهرجان، تبدو العواصم العربية مفتقرة لمثل هذا الاهتمام، فهو يدل على اهتمام فني بالسينما أكثر من أن يكون ترفيهياً، ما يجعل حصصه من الرواج والإقبال والانتباه قليلة في بلادنا، إلا في مناسبات ثقافية سنوية.

في هذا السياق، تأتي محاولة تونسية لتؤكد على أهمية ترميم وإحياء ذاكرة البدايات في الفن السابع. من هنا، جاءت فكرة “سينما المتحف” التي تتواصل اليوم، في “المتحف الأثري” في سوسة، وتختتم غداً الإثنين، وتعرض خلالها أعمال من الإرث السينمائي العالمي. وإن كانت التظاهرة تقتصر حالياً على سوسة، فإنها تسعى في الدورة المقبلة إلى التنقّل بين المدن التونسية، كما أعلن منظموها في الافتتاح.

ولتقديم أفلام تحتاج إلى ترميم أو تلك التي تضمّها أرشيفات أوروبية وتفتقر إليها العربية، تتعاون “جمعية إفريقيا والمتوسط للثقافة”، الجهة المنظّمة لـ “سينما المتحف”، و”المركز الوطني للسينما والصورة”، مع “أيام السينما الصامتة” في بوردينون في إيطاليا، وهي واحدة من التظاهرات الأبرز في العالم التي تحفظ وتعيد تقديم أفلام السينما الصامتة للجمهور كل عام. كذلك تتلقّى التظاهرة مشاركات من مؤسسة “سينتك” ومخبر “هالماجين وبتروفاتا” من بولندا لناحية ترميم الأفلام، إلى جانب حصول التظاهرة على أشرطة نادرة من “مكتبة السينما الفرنسية”.

بشكل خاص، تعود “سينما المتحف”، في دورتها الحالية، إلى النظر في أعمال أول مخرج سينمائي تونسي وأول من أسّس ستوديو للتصوير في البلاد، وهو ألبير شمامة شيكلي (1872-1934) وابنته هايدي شيكلي تمزالي، التي يعتبرها مؤرّخو هذا الفن أول كاتبة سيناريو في تاريخ السينما العربية.

في البداية، يُعرض فيلم وثائقي عن شيكلي من إخراج التونسي محمود بن محمود، ثم تقدّم التظاهرة عمليه الروائيين الصامتين “زهرة” (1922) و”عين الغزال” (1924) والوثائقيين “صيد التن”(1905) و”تونس من منطاد” (1908).

من الأفلام المشاركة في التظاهرة، “المهاجر” (1917) لشارلي شابلن وفيلم “جحا” لعمر الشريف (1958)، وكذلك فيلم “الطاهر شريعة تحت ظل باوباب” للتونسي محمد شلّوف، و”علي بابا والأربعون حرامي” لجاك بيكير، و”سوداء فلان” للسنغالي سمبان عثمان وغيرها.

___
*العربي الجديد

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *