يحضرني سؤال

خاص- ثقافات

فرحات فرحات*

الآنَ يحضُرني سؤالٌ لا يتوقُ إلى جوابْ

هو ينكرُ المعنى عليَّ

كأنني شبحٌ، نصفي هنا، نصفي هناكَ

معلّقٌ ما بينَ أفئِدةِ الشرودِ وبينَ أضلاعِ الورودِ

يساومُ المعنى ويقضمُ نصفَهُ خبزاً ويلعقُ نصفَهُ حبراً،

يصوغُ قلادةً من جلدِ أفعى

ثمَّ ينفخُ نايهُ فتطيرُ حباتُ القلادةِ في السماءْ.

الآنَ يحضرني سؤالٌ

نصفُهُ قمرٌ يعاتبُ خيمةً

كيفَ استباحتْ نورَهُ في ليلةٍ صيفيةٍ

وهوتْ تُطارحُ في انتصافِ الليلِ أصواتَ الذئابِ

كأنّها ترنيمةُ الشيطانِ في ليلِ العناءْ.

الآنَ يحضرني سؤالٌ

نصفهُ الثاني يقولُ لنصفهِ في المُبتدى:

أينَ السؤالْ؟

إنْ كنتَ لي قمراً فنصفيَ عتمةٌ

وأنا وأنتَ على نقيضٍ

في افتعالِ الفعلِ، في رسمِ الحروفِ وفي البيانِ

وبيننا قَدَرٌ منَ الأسلاكِ شائِكةٌ

وفيضٌ من قضاءْ.

الآنَ يحضُرني الجوابُ

لما أتيتَ أقولُ – يجذبُني الإيابُ –

فعُدْ إذاً

هذا المكانُ يعيدُ ترسيمَ الحدودِ إلى حدودِ اللامكانْ

هذا الزمانُ يعيدُ ترتيبَ الغروبِ، فعدْ إذاً من حيثُ جئتَ

ولا تقلْ إنّي صدىً للظلِّ أو ظلُّ الصدى

فأنا أسيرُ الظنِّ تجذبُني الحقيقةُ كالرياءْ.

 

شاهد أيضاً

قصة “الظل” لإدغار آلان بو

(ثقافات) قصة الظل[1]. إدغار آلان بو ترجمة: عبد القادر  بوطالب                أنت الذي تقرأ ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *