صدر حديثا.. “مقامات إسماعيل الذبيح” للروائي عبد الخالق الركابي

خاص- ثقافات

صدر حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، رواية ” مقامات إسماعيل الذبيح” للكاتب المخضرم عبد الخالق الركابي ، وهو من جيل الرواد في العراق.

وسبق له أن اصدر عن المؤسسة العربية عدة أعمال روائية نذكر منها: ” ما لم تمسسه النار ” ، ” ليل علي بابا الحزين ” ، ” سابع أيام الخلق ” ،  ” أطراس الكلام ” ، ” سفر السرمدية ” وله إصدارات روائية عديدة أخرى.

من أجواء الرواية الجديدة نقرأ :

حينما دقت ساعة البرج الثامنة فُتحت بوابة السجن مرسلة صريراً معدنياً مقبضاً للقلب، وأطلّ أحد الحراس برأسه ليعلن، بعدما اطمأن إلى أن الأنظار كلها قد صوّبتْ نحوه، عن إعدام أول المحكومين، وهو فؤاد حجازي؛ فارتفعت صرخات أسرة المعدوم المنكودة في الوقت الذي امتلأ الفضاء فيه بصوت المؤذن وهو يؤذن من جامع الجزار، وسرعان ما تجاوبت معه المساجد الأخرى بالأذان، كما شرعت الكنائس تدق نواقيسها حداداً. في تلك اللحظة أحستْ فاطمة بأولى بوادر الطلق، فتلفتت حولها مذعورة قبل أن تستقرّ بعينيها على رمزي الواقف وسط حشد الرجال؛ تُرى كيف سيتصرّف حين يعلم بالأمر؟

     بيد أنها سارعتْ إلى إبعاد تلك الفكرة عن بالها؛ فما يهمها الآن يتمثّل بمن سيُعدم مع الدقة القادمة. وعضّت على شفتها حتى كادت تدميها متابعة بنظرات محمومة عقرب الثواني وهو يتواثب في ساعة البرج مع كل نبضة من نبضاتها، حتى إذا ما أعلن مع الدقة التاسعة عن إعدام عطا الزير انهارت فاطمة بين أيدي قريباتها مطلقة صرخة جبارة حفّزتهن، وسط ضجة أصوات المؤذنين ودقات النواقيس، إلى الإسراع بحملها إلى البيت قبل أن تضع مولودها في الشارع.

     وكانت ساعة برج السجن آخر شيء لاح لها، وعقرب الثواني فيها يواصل دورانه الرهيب في انتظار الدقة العاشرة والإعلان عن المعدوم الثالث… لحظتها تمنّت فاطمة الإصابة بالصمم لكي لا تسمع باسم المحكوم المنتظر!

تقع الرواية في 650 صفحة من القطع المتوسط.

 

شاهد أيضاً

فصل من سيرة عبد الجبار الرفاعي

(ثقافات)                       الكاتب إنسان مُتبرع للبشرية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *