“العهد اللايأتي” مجموعة شعرية لثلاثة شعراء



خاص ( ثقافات )
صدر حديثا عن مؤسسة مقاربات للصناعات الثقافية وللنشر عمل شعريٌ جديد مؤلّف بأكثر من يد وأكثر من نفَس تحت عنوان ” APOCRYPHA العهد اللايأتي ” لثلاثة شعراء يعبرون عن حساسية شعرية شابة حداثية وطليعية هم: الشاعر عادل لطفي الذي يقترح نفسه في أول عمل شعري بالعربية الفصحى بعد أعماله الزجلية الثلاثة: “شوفات الخاطر” و”عطش يروي سيرته” و”الثلجنار”- وهو عمل مشترك مع الشاعر الجزائري عبد الرزاق بوكبة-، الشاعر عمر الأزمي الذي تعرف عليه جمهور الشعر من خلال ديوانه “العهد اللذيذ” المنشور حديثا والفائز بجائزة اتحاد كتاب المغرب للأدباء الشباب، والشاعر مهدي العمري: الذي استطاع أن يلفت الانتباه إلى تجربته الشعرية المتميزة من خلال وسائط التواصل الاجتماعي، والذي يخوض تجربة النشر لأول مرة. 
يتميز العمل بفرادة التجربة حيث يعمل الشعراء الثلاثة على استبطان مرجعيات موحدة وصهر الذوات المبدعة في بوتقة متناغمة لغويا ودلاليا وإيقاعيا، بالارتكاز على التراث الإنساني الخصب والمتنوع، وإعادة تقديمه على شكل مادة لغوية تحفها هالة من القداسة الشكلية والمضمونية. إذ نقرأ في فهرس العمل عناوين مثل: سِفْر القرب – سفر الزمن المثقوب – سفر الذكرى – سفر النار… ولا يثني اشتغال الشعراء الثلاثة على مادة شعرية متسمة بالعمقين المعرفي والرؤيوي عن الاحتفال بانسيابية النص الشعريّ على مستوى الإيقاع: باعتماد بحر الخبب المتدفق من أوّل “الكتاب” إلى آخره. ولغةً: باعتماد لغة جمالية انزياحية سلسة وغير مستغلقة. ومضمونا: بالاحتفاء بالجسد والحياة والمحبّة والانطلاق والإطلاق والحرية…
نقرأ مثلا من سِفْر البحر: 
(…) 
كيفَ إذا عانَقكِ البحرُ يذوبُ وَ كيفَ يتوبُ عن الملحِ إذا شربَتْ قُبلتُكِ صدى شَجنِهْ؟
(…)
اللّيْلُ.. وزرقةُ بَحْرٍ والماءُ يُرَّتِلُ أسفارَ الرَّهْبَةِ مِنْ عَهْدِ الوحشةِ.. والنورسُ محمومٌ.. يئسَ المسكينُ من الفجرِ ومن نُورِ الشمسِ.. كأنّ سماءَه قبرٌ ورمالُ الشاطئِ قبرٌ.. والغُرْبَةُ قبرٌ.. كيف انبَلَجَ النورُ من الظلمةِ..؟؟ لكأنّ الشمسَ شُعاعٌ منْ نورِ إلهٍ يُبْعَثُ منْ كَفَنِه!!
(…)
تَأتينَ تَقُضّينَ البحر فَيضطرِب ويَنضَرب يَكاد يَجِفّ إذا لامَسْتِه.. إنّ لِبَينِك بَيْنَ البَحرِ بَرازخَ مِن سُنَنٍ أولى.. لا يَبغي.. أنْتِ النّهرُ العَذبُ يُذَبِّحُه ولا يَرجعُ بَحرٌ عنْ سُنَنِه.
(…)
وتجدر الإشارة إلى أن الكتاب يقع في 134 صفحة، بلوحة غلاف للفنانة التشكيلية نادية خيالي. ومما جاء في كلمة الناشر على ظهر الغلاف “سحر إبداعي ممتد، لا يُرى بل يُدرك، ولا يُقرأ بل يُحَسّ، ولا يُحكى بل يُعاش.. الإدراك والإحساس والعيش، وحدها مراكب العبور إلى العهد اللايأتي.”

شاهد أيضاً

“المثنوى”و”شمس” من كُنوز مَولانا الرُّومي

“المثنوى”و”شمس” من كُنوز مَولانا الرُّومي منال رضوان     المثنوى المعنوى، وديوان شمس لمولانا جلال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *