لودميلا أوليتسكايا: اعتداء على رواياتها الناقدة



موسكو- “الحمد لله أنه لم يكن الحامض الكبريتي”، هكذا علّقت الروائية الروسية لودميلا أوليتسكايا بعد أن جرى الاعتداء عليها يوم الخميس الماضي في أحد شوارع موسكو من مجموعة من الشباب القومي المتطرّف.

كانت الروائية الروسية متّجهة في منتصف ذلك اليوم إلى احتفال لمنظمة “ميموريال” الحقوقية لتكريم تلاميذ حول كتابات لهم عن “تاريخ بديل لروسيا”. قبل وصولها، بدقائق تعرّضت إلى رش بمادة زرقاء على وجهها تبيّن في ما بعد بأنها تحتوي على مادة الأمونياك (غاز النشادر) والذي ينتج عنه التهابات جلدية.
المكان الذي كانت متوجهة إليه شهِد هو الآخر أعمال شغب حيث رفع محتجون شعار “لا نحتاج لتاريخ بديل” وجرى قذف المدعوّين بالبيض والولّاعات وغيرها من المقذوفات ومنهم السفير الألماني في موسكو.
الاعتداء على أوليتسكايا يرجعه المتابعون إلى قراءتها في التاريخ الروسي المعاصر الذي تكشفه كتاباتها، لعل أبرزها رواية “حالة الدكتور كوكوتسكي” التي تظهر فيه بكثير من النقد الحزين نصف قرن من التاريخ الروسي، حيث تظهر كيف جرى استخدام العبقرية الروسية ضد الطموحات الحقيقية للروس ما جعل تاريخهم المعاصر يشبه المأساة.
تمثل أوليتسكايا اليوم أحد أبرز الأسماء الأدبية الروسية المعروفة عالمياً، سواء من خلال الجوائز الأدبية التي نالتها مثل البوكر وجائزة سيمون دوبوفوار وغيرها، أو من خلال نجاحات أعمالها التي تقارب العشرين، خصوصاً حين نقلت إلى اللغات الأوروبية الأساسية؛ الإنجليزية والفرنسية والألمانية. لعل هذا النجاح هو الذي جلب لها تهم تشويه صورة بلدها، وهو ما لا يغفرها لها القوميّون الروس الجدد.
________
*العربي الجديد

شاهد أيضاً

أبورياش: المثقف معني بكل شيء في وطنه وعليه إشعال المزيد من الشموع لإنارة الطريق

الأديب موسى أبو رياش: المثقف معني بكل شيء في وطنه وعليه إشعال المزيد من الشموع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *