كُلما أنجبتُ رجلاً


*ماماس أمرير


خاص ( ثقافات )
خِصالي لمْ تَعُدْ بَيْضاءْ 
مِنْ داخِلي تَفيضُ 
نافورَةَ نَبيذٍ … 
ويَمْتَليءُ الفَضاءُ 
بِهَواجِسي
حينَ بَكيْتُ
أنْجْبتُ 
الكَثيرَ مِنَ الرجالْ
وأعْطَيْتُهُمْ أسْماءَ 
وَهْمِيَةْ
يَقولُ اللَيْلً 
أنّني مَسّدْتُ أحْزانَهمْ دون أنْ أشْفي جِراحي
فأخْطأتُ الطَريقَ إلى الحُبْ 
أوَيْتُ إلى ظلٍّ
يَجْهَلُ أسْرارَ كَينونَتي
وَرَسَمْتُ نَذْبَةً كَبيرَةً عَلى قَلبِي
ما زلتُ أجُرّ خَيْباتي
حينَ يَقِلّ الشِعْرْ أبوحُ بِكُلّ شَيْءْ
كانَ بِودّي 
أنْ أنْجِبَ الكَثيرَ مِنَ القَصائِدْ 
والكَثيرَ مِنَ العُشاقْ
وَأكْشِفُ
لَهُمْ عَنْ أسْرارِ أنوثَتي
أتَحوّلُ إلى شَجَرةٍ، وأحْياناً إلى غَيْمَةٍ تُفَتتُها الريحُ إرباً إربا
وأحْياناً أخْرى كالكَوْنِ أخَبيءُ أسْراري وأمْنَحُ العَتَمة تَفاصيلَ رومانْسِيةْ
كَأني نَجْمَةً في البَعيدْ؟
كانَ بِودّي أنْ أحِبّ أكْثرْ 
وألقي بَعيداً 
اسْمي الذي أرْبَكَني كَثيراً 
وأمْضي… 
أرَثِّقُ ثُقوبَ رَأسي 
وَأصْلِح من هِنْدام الحَياةْ
كُلما أنجبتُ رجلاً أطلقَ فَراشاتِ الحُبّ في قَلبي وَمَضى
كُلُّ الرجالِ الذينَ أنْجَبْتُهُمْ ابْتَكروا مَواويلَ جَديدَةْ
لِلحُبِّ في قَلبي
ورَحَلوا…
رجُلٌ واحدٌ زارني في الحُلْمْ، هَمسَ لي بِعذوبةْ فائقةْ:
أنتِ غيمةٌ تَمرُّ بِنعومَةٍ بَينَ حَنايا القلبْ
تَبْحَثينْ عَنْ الدِفءِ المؤدّي 
للحُزْنْ
وَتَنْثُرينَ أجْمَلَ الفُصولْ 
ثمّ تُنْجِبينَني 
كامِلاً دونَ نُقْصانْ
يَنتهي الحُلمُ الجَميلْ!
و الصَباحُ يَمُرّ مُتَظاهراً بِالأغاني 
لا يَحْفَلْ بِلهْفَتي
حينَ كُنْتُ أتَبادَلُ الشمْسَ 
أنا وَحُلْمي
كانَ الصمتُ صَديقي
والغُربَةُ خَسارَةُ حَياتي، تلاشيتُ في ضَبابِها
حَوّلتْني إلى غَيْمَةٍ تَتَبَعْثرُ أشْلاؤها كُلّما اشْتاقَتْ لِلشمسْ
أمْضي إلى مُنْحَدراتِ حُزْني القَديمْ … 
وَأجْلِسُ هُناكَ 
كَبَنَفْسَجَةٍ 
أكْتُبُ آخِرَ القَصائِدِ 
قرباناً لشعائِرِ الحُبْ 
ألملم روحي 
وأسْتَغربْ…
لمَ يَتَحَوّلُ الحُبّ لِوطيسٍ، كُلما أنْجَبتُ رَجُلاً ؟!
________
*شاعرة مغربية تقيم في الأردن. 

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *