«كيتش أو لا كيتش»… معرض للفن الهابط في باريس!


* نجوى خالدي



باريس- يعرض حاليا في المركز الثقافي الإسلامي في باريس مجموعة من اللوحات لرسامين ينتمون إلى ما يسمى بالفن الهابط، فتح المعرض أبوابه في 17 سبتمبر/ أيلول 2015 وسيغلقها في 17 يناير/كانون الثاني 2016، يضم المعرض فنانين من مصر وسوريا، المغرب، إيران وتركيا، المعرض يتطرق لعلاقات معقدة تنبني على تناقض القبول والرفض لهذا الفن المعقد، والمعنى هنا ليس المعقد الذي ينتمي إلى اللاحل، المعقد هنا نعني به الانتماء إلى الفن الكلاسيكي الذي يحمل بين طياته فنا تشكيليا ينتمي إلى مدارس معروفة، وبين الفن الهابط الذي انطلق من لا شيء ليصل إلى شيء. فن تطبعه الألوان المبهرجة تصل أحيانا إلى السوقية المفرطة، وتعكس أحيانا أخرى ذلك الانسلاخ عن الفن التشكيلي الكلاسيكي. 
يضم المعرض خمسة عشر فنانا ينتمون إلى أماكن مختلفة ومتعددة الثقافات، نجد الفن الإيراني متجليا في لوحات كل من سيسي فرسات، شيرين عبادي وخوسرو حسن زاده.
فلوحة الفنانة التشكيلية سيسي فرسات «الجوازات» هي عبارة عن لوحة تستعرض أربع جوازات سفر مزينة بأقراص لامعة براقة، هذه الأشكال والألوان المختلفة هي التي جعلت من لوحاتها رمزا لهويتها الفنية الغريبة الأطوار.
شيرين عبادي تأخذ منحى مختلفا، فلوحاتها عبارة عن مجموعة من النساء جمعت اللوحات بين الماضي والحاضر من خلال الجمع بين المرأة مرتدية الوشاح على رأسها كرمز لالتزام المرأة الإيرانية، وارتدائها لألوان قد نجزم أنها ألوان سوقية أو خارجة عن المألوف في المجتمع الإيراني الذي يطغى اللون الأسود على لباس نسائه، إضافة إلى استعمالها للشعر الأصفر المستعار كدليل على انفتاح المرأة الإيرانية على الغرب. أما خوسرو حسن زاده، فالفن عنده انعكاس للواقع الإيراني، فالرجل الذي يحمل في يده اليمنى صورة يرجح أنها لوالد الفنان، وفي اليد اليسرى باقة من الورد، وعلى ركبتيه صندوق حديدي وفي الخلفية مجموعة من الصوروالألوان البراقة.
أما الفن التشكيلي المصري فيتمثل في خمسة فنانين هم: هدى لطفي، أحمد الشاعر، أحمد صبري، خالد حافظ، هاني راشد. فنانون جمعت بينهم الرغبة في إعادة طبع صورة الواقع بطريقة مختلفة تعكس الواقع المصري الحالي.
لنحط الرحال في سوريا مع مجموعة من الفنانين الذين يصارعون الحرب والموت من أجل البقاء والاستمرارية، نجد صبحان آدم ومحمد حاج كاب وعرفان خليفة يتقاسمون الحب والألم والموت.
أما لبنان فجاء ممثلا بلارا بلدي التي قدمت لنا لوحة فنية تمثل أم الدنيا التي تحيلنا إلى مصر مهد الحضارات، لوحة استعرضت فيها مجموعة من الأحداث والوقائع، جمعت فيها بين الخيال والواقع، مستعملة فيها، وكما هو معروف في فن الكيتش ألوانا براقة وساطعة.
بينما الفلسطيني أشرف فواخري، فقد مثل الحمار كحيوان صبور ومثابر على العمل رمز للعناد والإصرار على العيش، فهو حاضر في كل لوحاته وبأشكال متنوعة.
في حين جاء الفن التركي ممثلا في لوحات الفنان مراد بالت، لوحات مزجت بين الفن العثماني الفارسي والفن المعاصر.
وأخيرا يأتي الفنان الفرنسي من أصول مغربية مهدي جورج لحلو المثير للجدل، فلوحاته تعكس العلاقة القائمة بين الجسد والدين، فرسمه لآيات قرآنية على الجسد، وتجاوزه المقدس جعل منه فنانا تجاوز الفن ليقع في المحظور.
_____________
*القدس العربي

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *