ملالا يوسف تواصل حربها ضد طالبان عبر شاشات السينما




كاليفورنيا- “أسماني ملالا”هو عنوان الفيلم الوثائقي الجديد الذي تولى إخراجه مخرج الأفلام الوثائقية الشهير دافيد جوجنهيام، والذي تخصص في إخراج الأفلام التي تتناول القضايا الشائكة، عن نضال الفتاة الباكستانية ملالا يوسف زاي ضد تنظيم طالبان.


وملالا يوسف زاي من مواليد 12 يوليو 1997 في باكستان، اشتهرت بتنديدها عبر تدويناتها بانتهاك حركة طالبان باكستان لحقوق الفتيات وحرمانهن من التعليم، وقتلهم لمعارضيهم، نالت “الجائزة الوطنية الأولى للسلام” في باكستان، وحصلت على جائزة السلام الدولية للأطفال التي تمنحها مؤسسة “كيدس رايتس الهولندية”، كما نالت جائزة آنا بوليتكوفسكايا التي تمنحها منظمة “راو إن ور” البريطانية غير الحكومية في 4 أكتوبر 2013.


وتعتبر ملالا أصغر شخص يفوز بجائزة نوبل منذ إنشائها، حيث بلغ عمرها 17 سنة فقط، حين منحت الجائزة والفائزة في عام 2014 مناصفة مع الهندي كايلاش ساتيارثي. ويروي الفيلم على مدار نحو ساعة ونصف الساعة قصة هذه الفتاة وهي تتصدى لتنظيم طالبان باكستان، الذي يسعى إلى منع الفتيات في سنها من الالتحاق بالمدارس.
كما يلقي الوثائقي الضوء على دور ملالا في تشجيع فتيات بلدها على طلب العلم والخروج إلى المدارس، وهو ما جعلها وأسرتها مستهدفة من قبل حركة طالبان. واشتهرت ملالا بمواقفها المناهضة لحركة طالبان باكستان، وموقفها من تعليم البنات خاصة أثناء سيطرة الحركة على وادي سوات عام 2009، حيث كانت تكتب مدوناتها باسم مستعار تدافع فيه عن تعليم الفتيات.
وفي إحدى مذكراتها أشارت ملالا إلى الخوف الذي انتاب الطالبات من الذهاب إلى المدارس، وكيف أن بعض المدارس والطالبات قررن عدم الالتزام بلبس الزي المدرسي، وسمح لهن بارتداء ملابسهن العادية، وكيف أنهن كن يضطررن أحيانا لإخفاء كتبهن تحت الشال أو الحجاب بعيدا عن أعين عناصر طالبان.
وتأتي لحظة الذروة في القصة حين تتعرض ملالا لمحاولة اغتيال على يد عناصر الحركة، إلاّ أنها تنجو من الموت، وتتحول لاحقا إلى رمز لحقوق الفتيات في العالم أجمع.
وقد استهدف مسلح الفتاة في التاسع من أكتوبر 2012 عندما كانت في حافلة مدرسية، لأنها انتقدت هيمنة حركة طالبان على منطقتها وادي سوات شمال غرب باكستان من 2007 إلى 2009، ودافعت عن حق البنات في التعليم.
وكانت ملالا التي تدرس في مدرسة إعدادية في مدينة منغورة كبرى مدن وادي سوات شمال غرب باكستان، تعرضت لمحاولة اغتيال أثناء عودتها من المدرسة إلى منزلها، وكشف مسؤول في الشرطة المحلية أن مسلحين أوقفا مركبة تقل ملالا وسألا عنها بالاسم، وعندها قام أحدهما بإطلاق الرصاص عليها قبل أن يلوذا بالفرار.
وقد تسبب الهجوم في إصابة ملالا بطلقة اخترقت جمجمتها دون الوصول إلى المخ لتستقر في كتفها، كما أسفر الهجوم عن إصابة طالبتين أخريين بجروح متوسطة. وبعد تلقيها للإسعافات الأولية تم نقل ملالا عبر مروحية خاصة إلى مستشفى بإدارة الجيش الباكستاني في مدينة بيشاور، حيث خضعت لعملية جراحية ناجحة.
وقد باشرت السلطات المحلية في وادي سوات حينها، حملة أمنية اعتقلت خلالها عشرات ممن اشتبه بضلوعهم في الجريمة، التي تبنتها حركة طالبان باكستان، ومن بينهم سائق المركبة التي كانت تقل ملالا يوسف. وتقول ملالا في “تريلر” الفيلم “عليك أن تختار بين أن تسكت، أو أن تقف بوجههم”، وسينطلق الفيلم في قاعات السينما العالمية في بداية شهر أكتوبر المقبل.
______
*المصدر: العرب

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *