“رايات الموتى” ترصد عنف التيارات الإسلامية في التسعينيات


محمد يحيىب

صدر مؤخرا رواية “رايات الموتى” للكاتب المصري هاني القط عن دار “روايات” الإماراتية، وهي رواية مصائر إنسانية متقاطعة تتخذ من حادثة الأقصر عام 1997 تكئة تتوزع أماكنها ما بين غرب وشرق.

يقود القدر شاعرا إنجليزيا يدعى “ويليام سميث” إلى خضم الحادثة، وتبدأ الرواية في تضفير شخصياتها لتضيء شيئا فشيئا ، فيظهر جليا أثر الأحداث في تشكل المصائر ، ومن خلال السرد تؤثر كل شخصية في مسار حياة الشخصية الأخرى دون أن تدري ، ويظهر ذلك في بداية الرواية من مكالمة موظف الاستقبال في الفندق لويليام، حيث ستلقي تلك المكالمة به في المذبحة دون أن يقصد الموظف!
ترصد الرواية قصة القاتل سعيد ، منذ ضبطته الشرطة في قضية تحرش، والتي كانت السبب في تجنيده داخل الجماعة الإسلامية لمعرفته بالقيادي أبي مصعب ، حتى الليلة التي قام فيها وستة آخرون بالحادثة ، وذلك بالتوازي مع قصة الشاعر ويليام سميث لتشتبك الحكايتان والعالمان من خلال تفاعل الشخصيات، فتتزوج زينب ، تلك الفتاة التي خاصمها الفرح ، من سعيد ، ويجند الشيخ أبو مصعب سعيد في الجماعة الإسلامية ، وتتفاعل “جاسمين بريان” مع موظف الاستقبال الذي سيمدها بمعلومات عن الحادثة، إلى جانب حكاية متقاطعة أبطالها أحمد الرفاعي مرشد الفوج وحبيب زينب القديم ، وكذلك جانيت زوجة الشاعر وأيضا البروفيسور مالك الإدريسي الجراح المشهور لتدور الأحداث ما بين القاهرة ولندن والأقصر تنسجها خيوط حرير بين كل الأبطال.
الرواية تتحدث عن بشر ولا تتحدث عن حادثة ، فقط اتخذت من الحادثة ذريعة لخلق عالم الرواية، وعلى الرغم من كل التوقعات بموت أحد الأبطال فإن القدر ينجيه ليكتب قصته وقصة الآخرين كاملة.
بوابة الوفد
بوابة الوفد

شاهد أيضاً

فصل من سيرة عبد الجبار الرفاعي

(ثقافات)                       الكاتب إنسان مُتبرع للبشرية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *