” كلام طري ” ما يشبه النبض..ما يشبه الشعر


*رشاد ابو داود


خاص- ( ثقافات )
صدر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع كتاب بعنوان كلام طري للكاتب والإعلامي رشاد أبو داود، وقد زينت الغلاف لوحة الفنان التشكيلي محمد العامري.
الشعر أيضا يتعتق . يصبح مذاقه ألذ خاصة حين يتعمق في من يمضي حياته في بحر من الكلمات . يصحو على وردة تقول له : صباح الخير ، تبتسم وهي تقدم له قهوته، بيد وبالأخرى تجهز ملابسه ، تربت على كتفه ، “حان وقت العمل ” . وعلى الباب تودعه بقبلة وردية تخفف عنه عتمة المكتب ، فبعد قليل يصل إلى الجريدة ليختفي هو فيه مقموعاً بأخبار الحروب التي لا تتوقف ، أمامه على الشاشات الفضائية دم في كل مكان من الوطن العربي يكاد يتراشق على الورق وعلى تلك المزهرية التي يصر على الاحتفاظ بها أينما كان مكتبه سواء في ” الأنباء” الكويتية أو ” الخليج” الإماراتية أو الوقت” البحرينية أو “الدستور ” الأردنية محرراً ومترجماً ومديراً للتحرير، صحافياً بدأ حياته بالحرف وغرق في الحبر حتى أقصى رغبته . لكن الأدب الانجليزي الذي درسه في جامعة دمشق ظل منقوشاً في طبعه وطبيعته حالماً بواقعية ، واقعياً بلا سوداوية ، خليط من الحقيقة والحلم ، ربما هي الرومنسية الصيفية والخريفية والشتائية، لا الربيعية فقط. لذلك اتسم اسلوبه في الصحافة بلمسة أدبية فخرجت عناوينه من القوالب الخشبية إلى فضاء اللغة ،ومن الإطالة إلى الاختصار ليقدم لقارىء الجريدة المعنى مباشراً مقشراً ، وهذا ما اتسم به أسلوبه في المقال الصحفي في الصحف والمجلات التي كتب ويكتب بها ومنها :البيان الإماراتية ، واليوم السعودية ، والمجلة اللندنية ، إضافة لمقاله الأسبوعي في الصحف التي كان يعمل بها .
وقد وضع الشاعر البحريني قاسم حداد يد قلمه في تشخيص أسلوب ابو داود في تقديمه لكتابه الأول ” لكم انتِ بي ” بقوله إنه صوت حميم يقدر على أن يأخذك بيده إلى القلب المفكر”
ويغرف من نهر الأدب والشعر احياناً .
غير ان رشاد ابو داود تردد سنوات في إصدار نصوص ، سمها ومضات أو توقيعات أو ما شئت ، بعيدا عن السياسي و الحرب قريباً جدا من القلب و الحب . وجاءت تجربة الإصدار الاول مؤخراً عن دار” فضاءات” في عمّان باشراف صاحبها الشاعر جهاد ابو حشيش بعنوان ” كلام طري” الذي تصدر غلافه لوحة للفنان محمد العامري . وكان أول عرض له في معرض أبو ظبي للكتاب .
مقتطفات من الكتاب :
هل رأيت القمر والسماء الليلة؟
كان بدراً مكتمل الفضة
وكنتِ عاشقة باذخة النكهة
***********************
تلفحك رائحة المكان،
تمسكها فتراها فيه.
**************************
في السفر نطلب الهدنة
مِنَّا.. منهم.. منها.. مني
من كل متعلقات الآخر
من كل وسائط الممكن اللا متحقق
من النوارس تدق نوافذنا بالأغنيات
من القهوة تلسعنا بالسؤال
من القلم يُعِطرُنا بحبره حبّا وحرباً
ولا حصان يخدع أهل طروادة!
************************
الرغبة صهيل الروح
خيولها الوحشية 

شاهد أيضاً

“المثنوى”و”شمس” من كُنوز مَولانا الرُّومي

“المثنوى”و”شمس” من كُنوز مَولانا الرُّومي منال رضوان     المثنوى المعنوى، وديوان شمس لمولانا جلال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *