خبراء الإعلام: خريطة الفضائيات فشلت في جذب المشاهد




أنس الوجود رضوان

ازدحمت الشاشات على مدار شهر رمضان الماضي بالمسلسلات والبرامج، وأصبح البطل فى الشهر الكريم هو الريموت الذى ينقلك من قناة إلى أخرى في لمح البصر، ورغم الانتقادات التي وجهت للدراما والبرامج، إلا أن نسبة المشاهدة كانت عالية، ولكن تظل الخريطة الرمضانية بكل ما تحتويه إحدى المواد التي تخضع للتقييم من قبل خبراء الإعلام، وبالفعل أبدى بعضهم عدم رضاه عن خريطة خاصة في شقها الدرامي «المسلسلات» وتم اتهامها بأنها طغت على بعض البرامج الجادة.

الدكتور محمود علم الدين، أستاذ بإعلام القاهرة، اعترض على كم المسلسلات التي عرضت في شهر رمضان.. وقال: الفضائيات فشلت في إعداد خريطة برامجية تفيد البيت المصرى، واهتمت فقط بالدراما لجلب الإعلانات حتى لو كانت دراما تروج للمخدرات أو الدعارة والعنف وتحارب العادات والتقاليد المصرية، وتبتعد عما يدور على أرض الواقع، من حرب مصر على الإرهاب.
وأرجع «علم الدين» الاهتمام بالمسلسلات لكعكة الإعلانات التي يسعى أصحاب الفضائيات للحصول عليها، بدليل أن المتفرج كان يشاهد الإعلانات أكثر من مشاهدة المسلسلات، ورغم أن الجمهور المصري بات سعيداً بتوقف برامج التوك شو، إلا وسرعان ما عادت مرة أخرى بعد استشهاد النائب العام على أيدي الإرهاب الأسود، وبدأ بعض المذيعين يمارسون هوايتهم في انتقاد الدولة واستضافة كل من يعارض ويخالف قرارات المسئولين بحجة حرية الرأي.. وابتعدوا عن مناقشة الإرهاب، وكيف نحمي الشعب من أضراره، ونعرف العالم حقيقة الجماعات الإرهابية.
الدكتورة هويدا مصطفى، عميد إعلام الشروق، ترى أن خريطة رمضان كانت مرتبكة، ولا يوجد بها تنسيق للبرامج، فاحتلت برامج المقالب الصدارة هي والدراما، وغابت البرامج الدينية التي من المفترض تواجدها في الشهر الكريم، لتصحيح صورة الدين، وتكون لسان حال الأزهر الشريف لمحاربة الأفكار المتطرفة التي تتسرب للشباب من خلال قنوات دينية تبث عبر الأقمار الأخرى، ولا توجد سيطرة عليها، لأن مصر لا تملكها، ولكنها تلتقطها بسهولة لكونها على نفس مدار النايل سات 7 درجات، وانسحبت أيضاً برامج الشباب، حتى في الفترات الصباحية، واكتفوا فقط بمسلسلي بكار وسوبر هنيدى وعرضهما بالتبادل.
وقالت «مصطفى» إن برامج الطبخ تربعت علي عرش القنوات والإذاعات، لأنها من البرامج الجاذبة للأسر المصرية، وتحقق إعلانات بالملايين، واحتل الشيفات صفحات الجرائد وتنويهات القنوات، ومنافسة نجوم الفن والرياضة، وفرضت علينا وكالات الإعلانات منتجات غذائية وأدوية وكل أنواع السلع، لإيمانها أن الشعب المصرى أكثر الشعوب استهلاكاً في شهر رمضان، حتى إعلانات الشحاتة كانت تطارد المشاهد أينما وجد، وأحس بإهانة المصريين الذين يظهرون في حالة بائسة، وأسوأ ما في الأمر هو استخدام المشاهير في الإعلانات، فالمحطات لا تحترم الجمهور ورغباته، بل قدمت له ما يريده في علب معلبة وسطحية، بعيداً عن استراتيجيات الإعلام ومفهومه.
الإعلامية أمينة صبرى، قالت: كان يجب أن نترحم على أيام زمان واحترام الشهر الكريم والاكتفاء بمسلسل أو اثنين، حتي يتيح للناس أداء واجبهم الدينى، فكثرة المسلسلات هدمت قيمة الإعلام في نشر الروحانيات، ووضعت الخريطة الرمضانية علي مدار شهر كامل المشاهد في حيرة في اختيار أعمال لمشاهدتها، وكان الريموت البطل، ينتقل بين القنوات بدون هدف أو متعة للمتفرج، وانساق وراءه المشاهد ونسى واجبه الرمضانى، ولهذا أطالب بعودة إنتاج أعمال تتضمن دراما دينية وتاريخية لتعريف الجيل الجديد أصول الدين الحنيف وعادات الشعب المصرى في الشهر الكريم، والمساهمة في عودة لم شمل العائلة المصرية مرة أخرى في العيد ورمضان، وفي كل وقت كما كان يحدث زمان، فالإعلام والفن من الممكن أن يصنعا الكثير في نشر الذوق والألفة والتسامح والعمل، واحترام الكبير، وعدم الانسياق وراء الشائعات لإفساد ما تفعله الدولة لحماية أراضيها من غدر الإرهاب ومن يسانده، نحن نعيش مرحلة حرجة جنود تموت، وشخصيات حقوقية ونشطاء لا يحترمون قدسية الوطن، وتتوجه «صبرى» بنداء للشعب المصرى: احموا وطنكم من الإرهاب الإعلامى وارفضوا قنوات الفتنة، فالوطن مثل العرض، لا يضاهيه مال الدنيا، وانظروا حولكم، ماذا فعل الإرهاب في سوريا والعراق واليمن وليبيا؟ تعلموا الدرس وتحصنوا بالمعرفة والإيمان بأن مصر قادمة في البناء، فاحترام رئيس الدولة كاحترام رب الأسرة، فهو أبو العائلة المصرية ولابد من مساندته، ومساندة الجيش والشرطة ومساعدتهم في حماية مصر.
الإعلامية ميرفت سلامة قالت: إن خريطة أي قناة تحتاج إلى وقت طويل لدراستها، لتكون مليئة بما يفيد المشاهدين، وليس الهدف هو حشو ساعات الإرسال، بمسلسلات لا تفيد، بل تضر المجتمع، وتصنع حالة من الفوضى لما بها من بلطجة إدمان وعري وإسفاف، فلم أر برنامجاً يتماشى مع شهر رمضان، وبحثت كثيراً في المحطات لأحصل على برنامج يشدنى فلم أجد، وكانت صدمتى كبيرة في الدراما المعروضة والتي ازدحمت بها القنوات دون فائدة منها إلا باستثناء مسلسلين أو ثلاثة، وعلينا أن ننتبه أن هناك أسراً تشاهد الأعمال ومعهم أطفال ولا يجب أن يسمعوا الألفاظ المبتذلة ويشاهدوا مشاهد لا تليق بسنهم، علينا احترام البيوت المصرية، والاهتمام ببرامج لجميع فئات المجتمع، والاهتمام أيضاً بالتراث الغنائى والدرامى، وعرضها بصفة مستمرة.

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *