صدر حديثا..”عدسة الكاميرا” للشاعرة حنّا نوردَنهوك


خاص- ( ثقافات )

صدر عن “منشورات المتوسط” الكتاب السادس من “سلسلة الشعر السويدي المترجم” وهو للشاعرة السويدية حنّا نوردَنهوك، والمعنون بـ “عدسة الكاميرا”؛ ومن ترجمة جاسم محمد.
يضم الكتاب 55 قصيدة غير معنونة إضافة إلى مقدمة مطولة كتبها المترجم عن شعر حنّا ليأتي الكتاب بـ 72 صفحة من القطع الوسط.
من مقدمة المترجم:
قد يجد القارئ غرابة في أسلوب حنّا المبهم. لكنه أسلوب شائع في السويد وحاضر بشدة في الآداب الأوربية؛ إذ منذ عقد الثمانينات من القرن الماضي وحتى الآن يهيمن على الساحة الشعرية في هذه المملكة الشمالية شعراء ما يسمى بشعراء المادية اللغوية، التي هي امتداد لما بعد الحداثوية. حيث يتميز هؤلاء الشعراء بتمسكهم بمفهوم أن القصيدة ليست بالضرورة أن تكون مفهومة، وطريق الوصول إليها هو عبر الإحساس كالموسيقى.
وراء هذا الأسلوب تكمن إرادة للتحرر من كل قيود أدبية واجتماعية ولغوية على اعتبار أن كل قيد أداة سلطوية.
…نعم، قصائد هذا الكتاب منغلقة على ذاتها، تتمنع حتى في لغتها الأصلية. جمل مبتورة من بدايتها أو من نهايتها. الضمائر هي، هو، وهم، التي تزيد من صعوبة الدخول إلى عالم هذه القصائد، ليست بالضرورة إشارة إلى شخص ما، كائن ما أو جماد ما بعينه، وارد في النص؛ إنها إشارة إلى حالة وجودية، إلى الكائن الضعيف أو الكائن الذي يمارس العنف.
لكن عنوان المجموعة يمنح مدخلاً إلى عالمها، حيث محور تدور حوله علاقة الكائن الذي يرى ويسمع بالحدث الجاري في المشهد. عدسة الكاميرا، كعنوان، يعبر عن حضور في وسط المشهد وخزنه في الذاكرة كصور، أو كأصوات. إذ حين تنتقل العدسة من لحظة إلى أخرى وتؤرخ لها، حتى ولو كانت بصورة هلامية، فهي على الأقل تمنح تلك اللحظات إطاراً.
وخلف الصورة، القصائد، الملتحمة تماما باللغة التجريدية، يتجلى، شيئاً فشيئاً، كائن مرعوب يتساءل عن ضعفه ووجوده واعياً لحتمية زواله، كائن يتساءل أيضاً عن العنف اللامحدود الذي يحيط بنا، أو بالأحرى يطوقنا.
المؤلفة حنا نوردَنهَوك:
وُلدت في عام 1977 في مالمو في السويد، كاتبة سويديّة وناقدة أدبيّة. أول كتبها الشعرية صدر بعنوان “الفجوة” عام 2007، ومنذ ذلك الحين نشرت كتابي شعر ورواية. في عام 2011، تمّ تكريمها مع الأكاديميين السويديّين ليديا وهيرمان إريكسونز، بمنحة دراسيّة لعملها، وفي عام 2013 صدرت روايتها الثانية “البيت الأبيض في سيمبانغ” عن دار نورستِدز للنر. كتبت أيضاً مسرحيّات دراميّة وترجمت شعراً عن الإسبانيّة.
تعمل حالياً كباحثة فنيّة في جامعة غوتنبرغ، حيث تنفذ مشروع استكشاف أدبيّ عن الشعر والنقد والقراءة.
صدر لها: الفجوة (شعر 2007)، فتحة (شعر 2009)، مشاهد الصيد – نسخة لوركا (شعر 2011)، الحاج يمي في دالبي (رواية 2011).

المترجم جاسم محمد:
شاعر ومترجم من مواليد 1962، يكتب الشعر باللغة السويدية. صدر له مجموعة مشتركة مع شاعرين سويديين “عندما كنت صغيراً” 2002. و “تمارين في لغة اخرى” ، 2005. ثم في عام 2012 صدرت مجموعته “في فمك” والتي اختيرت كواحدة من أهم المجموعات الشعرية السويدية الصادرة ذاك العام.
ترجم عن العربية إلى السويدية: مجموعة “قارات الأوبئة” للشاعر فوزي كريم 2005. ومختارات من قصائد الشاعر محمود البريكان، ومختارات لسليم بركات، ومختارات لفرج بيرقدار، كما أنه ترجم العديد من الشعراء العرب إلى السويدية ومنهم سركون بولص، وسيف الرحبي، وسعدي يوسف. ترجم إلى العربية: رقصة القصيدة لآن سميث، الضرورة الوحيدة لشل أسبمارك، الثلاثية لبرونو.ك أوير. كما أصدر بالتعاون مع الشاعر والمترجم ابراهيم عبد الملك: في الحيوان لإيفا رونيفيلت، وأنتلوجيا الشعر السويدي المعاصر.
سلسلة الشعر السويدي المترجم
بدأ إصدار هذه السلسلة عام 2012 وذلك بالتعاون بين مؤسسة المتوسط والمجلس الأعلى للفنون في السويد. حيث يتم انتقاء وترجمة ونشر مجموعة شعرية كاملة لشاعر، كانت مجموعته تلك، قد شكلت مفصلاً حاسماً في تجربة هذا الشاعر، والذي بدوره يمثل صوتاً بارزاً أو مؤثراً في مجمل حركة الشعر السويدي المعاصر.
إصدار هذه السلسلة يتسق مع أهداف المؤسسات التي أصدرتها، في خلق نوع من التبادل الثقافي العميق الذي يؤسس لفهم حقيقي بين الحضارات، وذلك من خلال إنتاج مواد ثقافية تبقى للمستقبل وتظل تمارس دورها كمرجع يعول عليه في فهم حضارة الآخر، بهذا ترتقي عملية التبادل الثقافي بين حضارتين عن كونها مجرد لقاء عابر بينهما.

شاهد أيضاً

فصل من سيرة عبد الجبار الرفاعي

(ثقافات)                       الكاتب إنسان مُتبرع للبشرية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *