أهل خطفهم غوغل إيرث


بشار النعيمي

نهايات معلنة
لا أعرف الآن إن كنت أستطيع الإشارة إلى نفسي دون أن أشعر بالخجل، فهذا “أنا” الذي كوّنته على مدار أربعة عقود تقريباً هو أبداً ليس ما كنت أودّ أن أكونه، حين أصل إلى المرحلة التي أضع فيها كفّي على قبضة باب الأربعين متردداً بالدخول وناظراً للوراء كثيراً، نادماً على ما فعلته وخائفاً مرعوباً مما لم أفعله بعد، كل ما أنجزته حتى الآن هو أنني أصبحت تماماً ما كنت أخشى أن أكونه، لقد صرت نقيضي.

وهكذا أسير من وقت إلى آخر، وأعبر من سنة إلى أخرى، يقول حكيم إنّ لعملك الأول القدرة على فتح أبواب جحيمك أو إغلاقها، أنا فتحتها على مصراعيها وفتحتها لكثيرين غيري، والآن أحمل وجهين على وجهي، وجه لي أعرفه جيداً ويعرفه الآخرون، ووجه أحتاج أنا والآخرون جهداً كبيراً حتى نتبيّنه من بين أكوام الأكاذيب التي أتربّع فوقها مزهواً بما صرت عليه.

نعم خائف من طريق أسير فيه يوصلني إلى محطاتٍ معلنة النهايات.
هل يظهر في عينيّ ما أخاف أن يعرفه الآخرون عني؟
 هل أبدو حزيناً حين أُطلق لحيتي لفوضاها؟ هل رأى أحدهم قلبي في علبة، أتركه في المنزل كل صباح قبل أن أغادر وأعيدُه كلّ ليلة إلى مكانه بارداً صغير الحجم، لكنه يكفي لحلم خفيف يناسب أدوية الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم وتلف الأعصاب.

ما زلت خائفاً منذ استيقظت بعد حلمي الأول وأنا في الرابعة من عمري، كانت الدنيا أوسع، وكان اسمي أكبر من دفاتري المدرسية وكان أبي في متناول خوفي.
 خائف أن تراني أمي لتقول لي كم كبر ابني الذي لم يولد إلا في مخيلتها، خائف من أوهام الحب، من حقيقة الموت، من رائحة فتاة عند الصباح، من صوت أمي على الهاتف، من دعاء أبي البارع في البكاء، من ذكرى جدتي وهي تخيط اسمي على مخدتي، من أصدقاء يجوبون شوارع البؤس.
خائف من وقوع السماء على رؤوس الخلائق واقتراب الشمس، خائف من حقيبتي، أرى أمي ترتّبها سنة فوق أخرى وتهمسُ لملائكتها أن يحفظوني من برودة الجو في الخارج ومن كيد النساء، خائف ألا أرى حبيبتي إلا في قصيدة قديمة، خائف من وجع الحكايات، من لون السماء إذا تغير، من صلاة العصر من مذاق الرشفة الأولى لفنجان القهوة المتكرر، من التسارع الذي تأخذه الأكاذيب والبطء الذي تتمتع به الحقيقة، لكنني خائف من نفسي على عمري المتناقص أكثرَ من كل شئ آخر.

خائف وأعرف أن شيئاً ما سيحدث، مازلت عاجزاً عن قبوله، تجتاحني الرغبة في أن أدخل حكاية أو قصة لا أخرج منها، ستحميني دفّتا كتاب من العدم المتربص بما بعد الأربعين. أعرف أن شيئاً ما سيحدث وها أنا مستعد له، لكن عليَّ أولا أن أتوقف عن الكذب، الكذبِ على نفسي، قبل الكذب على الآخرين.

‫عنوان طويل لمختصر طويل عن مدينة يمكن أن يكون فيها كل شيء مختلفاً
‫كل شيء كان يمكن أن يكونَ مختلفاً في موسكو، قسوةُ البرد، خجلُ الخضرة، التعري الدائم، طعمُ الفودكا، صخبُ الميترو، ابتساماتُ العجائز النادرة، ألفةُ الكلاب مع الغرباء، أشكالُ المسرعين على الدرج الكَهرَبائي، ألوانُ الملابس الداخلية، قُبَلُ العشاق، أثرُ الزكام، ازدحامُ الطرق، المشيُ على أرصفة الجليد، شراءُ الحوائجِ المنزلية، ولعُ الرجالِ بالعانسات، زيغ عيون الصبايا الحائراتِ ما بين حبٍ وآخر، طعمُ حساءِ البطاطا اللذيذ، حرارةُ الشفاه القرمزية، تصوّراتُ ما قبْلَ المبيت، ضجرُ الكلابِ من الثلج، غضبُ الأمهاتِ العازبات، الشوقُ الى الشمس، طعمُ الفواكه والخضار البلاستيكية، ثمنُ الأشياءِ عديمةِ الفائدة، رائحةُ الدواءِ في الصيدليات، خشونةُ المشاغبينَ قربَ محطةِ الحافلات، نظراتُ الإدانة، موسيقا سيارةِ الأجرة، سماءُ الصباحِ المعتمة، مداخلُ الأبنيةِ العالية، مطاعمُ السوشي، غنى الفقراء، فقرُ الأغنياء، حرارةُ الماء في الحمام، ثمنُ السجائر، نهرُ موسكو المتجمد، القمرُ خلف السحاب، إعلاناتُ الكاندوم، إشاراتُ المرور، طعمُ القهوة، حصةُ الرجل من الراحة، حصةُ المرأة من الرجل الواحد، التدفئةُ المركزية، شرفةُ المنزل، أصواتُ الكنائس، ساعاتُ العمل الطويلة، آلياتُ ترميمِ المباني والطرق، طريقةُ ردِّ السلام، اللوحاتُ على جدرانِ الملاهي، مصابيحُ الجسورِ المعدنية، إشاراتُ المرور الكثيرة، قصائدُ الشعر النادرة، أحلامُ الجميلاتِ عند الفجر، شاحناتُ نقلِ الثلج، الأسلاكُ الكَهْرَبائية، رصيفُ المشاة، النافذةُ المضيئة، لافتةُ أسعارِ العملةِ الصعبة، شِجارُ قطَّيْن على جزء من الليل، حديثُ السكارى في الزوايا المعتمة، التلصّصُ على أردافِ النساء، حوادثُ المرورِ المرعبة، ألفةُ الحمامِ مع البشر، طعمُ المياه الغازية، رأيُ المدينة بالحربِ البعيدة، تحرّكُ نهديْنِ مُسرعيْنِ إلى موعد مع رجل من الإنترنت، جرائم النازيين الجدد، ما تبقّى من دويستويفسكي و تورغينيف، قصصُ الحرب العالمية الأولى، أقاربُ البلاشفة، صلاةُ الجمعة، ارتباكُ الغريب أمام المرايا، الخوف من الفجر الجديد… إلخ
أريد أن أكون غيري
أريد أن أكون غيري، سعيداً بالصيف، ناضجاً كعنقودِ عنب، صالحاً كصلاةِ الزاهدين، طيباً كأبي، لا أغضب من نفسي إن أحببت أو تَعِست، إذ إنني لا أملك من الوقت إلا ساعةً قبل المبيتِ لا تكفي لكتابةِ الشعر أو إتمامِ الصلاة.
أريدُ أن أكون غيري، رجلاً توقّفَ عن كتابةِ الشعر لأن “قلبَه قد جفّ وازدادت الجمالياتُ من حولِه تجريداً” لا تزعجُه أغنيةٌ لعبد الوهاب، ولا يتركُ كتاباً من يدِه فقط لأنه ظنّ أنّ الكاتبَ ظلمَ البطل، أو أنّ مصيرَ المؤلفِ لا يتناسبُ مع ذوقِه العامِ في النهايات السعيدةِ للحكماء، لأنني أعرف أنّ ازديادَ الحكمةِ يعني بالضرورةِ نقصانَ الوقت.
أريدُ أنْ أكونَ غيري، لا أرى أمي في المنام تفتّشُ ملابسي وتتقصّى عن مغامراتي العاطفية، ولا يُعاتبني الصائمونَ لأنني نسيتُ أداءَ واجباتي الدينية، أنهي غسيلَ ملابسي، فأعلقُهم على حبلِ الغسيلِ دونَ أنْ أتذكّر أنني كنتُ ألبسُ هذا القميصَ أو ذاكَ في موعد، لأحزنَ من وجعِ الملابسِ وفشلِ مساحيقِ الغسيلِ في محو ذكرياتِ اللقاءاتِ السابقة.
أريدُ أن أكون غيري، شاباً متسامحاً مع الأخطاء البشرية، تلك التي تُدوّنُها السماءُ كل ليلةٍ، وأن يكونَ لديّ القدرةُ والفرصةُ لتفسيرِ أخطائي وربما أخطاء غيري يومَ أُسأل عنها. فأنا طيب القلب أُفسحُ الطريقَ دائماً لحمامتين تلعبانِ بظلِ شجرةٍ على الرصيفِ وأراقبُ خطواتي كي لا أدهسَ نملةً تحترمُ الحياةَ أكثر مني.
أريدُ أن أكونَ غيري، طفلاً لا يخافُ يومَ القيامة، وأفلامَ الرعبِ، لا يُثار إن ذُكر الوطنُ بغيرِ الصيغةِ التي يعرفُه فيها، يشربُ الشايَ الساخنَ ويمتنعُ عن المسكناتِ عاليةِ الجودة إذ إنها لا تُفيدُ عندما يهطلُ مطرُ القلبُ مدراراً على الذكرياتِ المهجورة.
أريدُ أن أكونَ غيري لا أختارُ طاولةً لشخصٍ واحدٍ في المقهى، لأنّ صديقيَ مشغولٌ بمتابعةِ مسلسلِ الموت على شاشاتِ الوطن الصاخب، هو الذي قالَ لي يوماً إنّ الحبَ يعني فقط أنْ يكونَ الآخرُ موجوداً، وأنّ من الواجبِ أن نُصفّف شعرَنا قبلَ النومِ احتراماً للحلمِ الذي سنَعيشُه.
أريد أن أكونَ غيري، رجلاً غيرَ مؤذٍ كانعكاسِ الشمسِ على شرفةِ إمرأة عجوز أو ككلِبها، كحجرٍ على جبلٍ أو كغيمةٍ تبحثُ عمّن يليقُ بقُبلتِها.
أريدُ أنْ أكونَ غيري…. لكنْ يُعجبني التشابُه بيني وبين والدي في تفاصيلِ الشيخوخةِ المبكرة، جناحان يكفيانِ كي أطيرَ مبتعداً كلّما حبستني معلقةٌ داخلَ كعبتِها وعشٌ من القشِ أطيرُ إليه بعد سفرٍ طويل، سيكفيانِ لكي أكونَ غيري، لكن ليسَ غيري تماماً.
قلوب ومطابخ
لست مريضاً، لكن يؤلمني شيء ما في ذلك الجزء المخبأ في إحدى زوايا القلب، إذ إنّ قلبي أشبهُ بمطبخِ جدتي، لكثرةِ ما يحتويه من علب معدنية وأخرى زجاجية أو خشبية، زوايا مملوءة بالملح والسكر، سكاكينُ حادة وأخرى أصابَها العطب “ما أصعب أن تكون سكّيناً مرمياً في درج مهمل إلا من الرطوبة”، وهل تتشابه القلوب والمطابخ؟ نعم ألا يملك كل منا عنكبوتاً داخل قلبه أو قصةً أصابها الصدأ، من منا لا يخفي حدثاً في مضخةِ دمِه التالفة، يظن أنه قد وضعَهُ في مأمنٍ من السوس والنمل؟
تتشابه القلوب والمطابخ إذاً، وليس عليك نفضَ الغبارِ أو تعزيلَ قلبك أو مطبخك لتشعرَ بتحسن، فهذه الفضيحةُ بعينِها.
 لست مريضاً، لكني أشعر بألم ما، تماماً كمطبخ جدتي، كانت تخفي في إحدى زواياه خاتمَ زواجِها وحلقتين للأذن، قليلاً من النقود، وعلبةً من النعناع اليابس لفنجان شايها الأبيض، أذكرُها مرة وقد جن جنونُها، لقد نسيت أين خبأت النعناعَ وفقدت مذاقَ شايها الأصيلِ بعد ذلك، وأنا نسيت في أي زاويةٍ أخفيتك، في أي ركن من أركانِ قلبي.
هل وضعتك في علبة معدنية أم خشبية، ربما وضعتك في دُرْجِ السكاكين الرطب، بحثت ولم أجدك فسلّمت بضياعِك كنعناع جدتي، لكن رائحتَك تعبقُ في كل مكان، وأنت موجودة هنا في زاوية ما، وكم تشبه رائحتك رائحة النعناع، يفوح قلبي بك صباحاً وعند المغيب كمطبخ جدتي ونعناعِه الضائع.
جرّبت أن أتبعَ رائحتك في الزوايا، ويا إلهي كم يصعب أن تتبع رائحةً ما، فلربما تدلّك على أي شيء عدا ما تريدُه. 
لكنني لست مريضاً أبداً مع أن شيئاً ما يؤلمني، تجلسين إلى جانبي كملعقةٍ قرب فنجان من الشاي لامعةٍ هادئة، وأنا أتبخر ثم أبرد وأسيح قطرة فقطرة على إبهامك، أين ضعتِ اليوم، هل أصابك الصدأ، هل تحبّينَ مطبخيَ قديمَ الطراز، أم أن الهروبَ كانَ سهلاً وسهواً عن كل سكاكيني المثلمة، هل يؤلمُ شعرُك الأسودُ أوراقَ النعناع، أم أنك تلعبين مع عناكبي الصغيرة، ما الذي حصل لوجهك القمحي في علب السكر والطحين.

لست مريضاً لكنني أشعر بالألم، أضع قلبي على النافذة كل صباح أشمسه أجفف نعناعه، أراقبك تركضين إلى مدخل البيت، أشمك من بعيد، تدخلين فأرشف منك قطرة أو قطرتين، ثم تغادرين، فأعود لأضع قلبي أمام نافذة تطل على نافذة أخرى، أليس هذا هو الغياب؟
 الألم لا يعني المرض، وأنا لست مريضاً، لكنني أشعر بالألم، إذ أنني فهمت أن جدتي يرحمها الله قد أخطأت، “حصل ذلك قبل أن أعرف أن للنعناع فألاً سيئاً”، لقد وَجَدَتْك فظنّتك نعناعَها وشربتك مع شايها الساخن، لهذا لم أجدك. 
لست مريضاً، لكن يؤلمني شيء ما، يقرصني بهدوء وسكينة، .دخلت اليوم مطبخي، فوجدت أنّ عشَّ النمل قد أكملَ التهامَ قلبي
من منا لا يملك “غوغل إيرث”
فعندما تُضيّعُ منزلكَ بفعلِ الحنينِ أو الحرب، وهما غالباً متشابهان بالنتائج، ستَبحثُ عن المُسكناتِ الالكترونية، صورةٌ على سطح المكتب لأبيك، أغنيةٌ على جهاز الآيبود، فيديو لأمك وهي تُعد القهوة، وربما أيضاً ستَدخلُ إلى “غوغل إيرث” لتُشاهدَ سطحَ منزلكَ والعلاماتِ المميزةَ لمكانِ سُكناكَ القديم، وهذه أشياءُ من شأنِها أنْ تُخفّفَ جروحَ الذاكرةِ المستعصية، تلك التي تجعلُ منك “أنت” وتُحوّلُ الآخرَ إلى هو في ميزانِ سوءِ التفاهم أو سوءِ النوايا.
لكننا غالباً لن نكتفيَ بمشاهدةِ منزلنا من على شاشةِ الكمبيوتر، فجأةً سنُحرّكُ الخرائطَ لنذهبَ إلى المدرسةِ القديمةِ، أو تلك المزابلِ التي كنّا نُمارسُ فيها طقوسَ طفولتِنا بكاملِ وحشيَّتها، سنتجهُ شمالاً أو جنوباً في تلكَ الخرائطِ لنراقبَ منزلَ فتاةٍ أحببناها وأهديناها “علكة” تعبيراً عن رغبةٍ غيرِ مفهومةٍ بالتواصلِ مع الجنسِ الآخر، يتحوّلُ هذا التعبيرُ بعد سنواتٍ من إلحاحِ الرغبةِ إلى تعبيرٍ مباشرٍ عن الفقر، إذ أنّ هديةً على شكلِ “علكة” لن تجعلَ فتاةً أي فتاةٍ تقعُ في حبك، ولا حتى إنْ أهديتَها معملَ “العلوك” لأنّ أدواتِ زينتِها لا تتّفقُ بعد الآنَ ومقدرتكَ على الشراء.

نُعاودُ تدويرَ الخرائطِ لنراقبَ مقبرةَ الحي وشواهدَ موتِها المنتصبةِ كشيء وحيدٍ لا تقتفيه آلةُ الحربِ القابعةِ هناك، تتلعثمُ يدكَ وهي تبحثُ عن مكانِ إقامةِ عائلتكَ الجديد، تُدوّرُ الخرائطَ وتنتظرُ اكتمالَ الصورة، تقولُ بينكَ وبين نفسك هنا يَعيشُ أبي وأمي، تدعو لهما ثم تُغادرُ خريطةَ وطنك، تَضغطُكَ الذاكرةُ فتتَّجه إلى بلادٍ أخرى، تضعُ أغنيةً لوديع الصافي رحمه الله ثم تواصلُ النظرَ في خريطةِ بلدٍ آخر، إذْ أنّ أختكَ تسكنُ هناكَ بعيداً وأختكُ الأخرى انتقلت منذ سنواتٍ إلى خريطةٍ ثانية، أما الأصدقاءُ فقد تركَ بعضُهم الخرائطَ ليَسكنَ تحت الأرض، فالخرائطُ لا تهتمُ إلا بالظاهرِ على سطحِ الكوكب، أما البواطنُ فهي من اختصاصاتٍ أخرى، ومن يدري؟
ربما بعد سنواتٍ ستأتي “غوغل إيرث” باختراعٍ تُسمّيه “غوغل ذاكرة” مثلا تَستطيعُ عبرَه مراقبةَ عظامِ جدّك في قبرِه، كلُ شيء وارد لدى مدمني أدويةِ الحساسيةِ الالكترونية. 
تعودُ “لغوغل إيرث” تَضغطُ عليك الخرائطُ مرة أخرى، صديقكُ يَسكنُ في الجهةِ الأخرى من خريطةِ العالمِ، تَلفُّ الكرةَ الأرضيةَ، تقرأُ عنوانَه مفصلاً على الفيسبوك لتَجده على الخريطة بعد قليلٍ من البحثِ في مكانٍ متواضعٍ مكتظٍ ليس كما قال لك إنه الجنة.
تواصلُ الخرائطُ ضغطَها أكثرَ والعناوينُ وثقلُ الذاكرة، تظفو على “غوغل إيرث” أسماءٌ نسيتَها لشدةِ غربتكِ عنها، بيوتٌ دخلتَها أو سكنتها من قبل، وديع الصافي يُغني “الليل يا ليلى يعاتبني” يضغطكُ هو أيضاً فلماذا على الليلِ أنْ يُعاتبَهُ ولماذا على ليلى أنْ تعرف؟ تتركُ الكمبيوتر، تتجهُ إلى النافذة، تنظرُ إلى السماء وتصرخ، يا إلهي لقد خَطَفَت “غوغل إيرث” أهلي.
العربي الجديد

شاهد أيضاً

الكاتب والكِتابة وأثر فيرتر

(ثقافات)  الكاتب والكِتابة وأثر فيرتر مصطفى الحمداوي يقول أومبرتو إيكو بإصرار لافت للانتباه: “لطالما افترضتُ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *