قدم تلتصق بحديد الرغبة


*نادر القاسم

نقطة

النهايات لهاث أحدنا على الدرج
يد وحيدة تربت فوق الطاولة بالمقهى
الطلقة التي تصيب هدفها بدقة
المشي الليلي في الممر لقدم حافية
المحطات أينما وجدت
حقائب السفر وهي تدور في المطارات
المنزل المهجور لنازح سوري
الدهان المقشور في السقف بفعل رطوبة الجيران
حلب المقسومة على نفسها لأول مرة
حمام جامعها الأموي وهو يطير بكل اتجاه
حلب خشنة كتجاعيد شيخ 
حلب بلا ملمس للحرير
النهايات أنا وأنت باتجاهين مختلفين
النهايات أحجار الشطرنج التي خرجت من اللعبة
الفصل الأخير من الروايات
غرفة الإنعاش
قلبي هذه النقطة 
المهملة
آخر
السطر .
برميل طائر
كان يقف في زاوية الشارع
أسفل عمود الكهرباء
العصفور بوضع مثالي للصيد
قريباً من عينه
يشد الطفل قوس نشابه الصغير
الطائر ساكن
كأنه لا يريد افساد المتعة
من السماء وفي البعيد
يسقط الشكل الأسطواني
يقول لروحه هذا أكبر
يضع عينه بعين الحديد المستدير
في أقل من ثانية
ينطلق مطاطه حاملاً حلمه
في ذات الثانية
يطير مع عصفوره
وهو يردد من يسدد
إلى
السماء
السابعة
يطير.
عالم
الفراشة المرسومة فوق كنزتك الصوفية
حاولت لمسها 
طارت فجأة 
أدركت على الفور
أنك
من 
عالم
افتراضي.
قداسة
ليسَ الذيْ
يجذبُ النحلة
هو لون الزهرة 
أبداً
ما كانت
هذه الكائنات
تهتم بالمظهرْ
الذيْ
يطيرُ
لبها
الرائحة
التي
تفوحُ قداسة 
من الداخلْ.
هامش
الموتى لا يموتون
أغمضوا عيونهم قليلاً
الموتى لا يعودون أبداً
أخذوا معهم رابط الحياة الوحيد
ومستغرقون جداً
وهم يضعون 
على
هامش
أحلامهم 
اللايكات الثمينة. 
قلب
ثلج السنة الماضية
أغرق الحديقة
أرتفع عن مستوى الأرض كثيراً 
جسد أبيض يأخذ شكل الأمكنة
جلس فوق المقاعد الخضراء كلها
ينتظر الفرصة المناسبة
كي
يذوب
قلبه الدافئ
في
كل شيء.
حلم
الجثة التي تفسخت آخر الشارع
كانت تحلم
أيضا 
في 
الجنة.
خطف
يحلق ذقنه بسرعة كي لا يفوته شيء
هناك بالانتظار مقهى الرصيف وحلب
نصف وجهه تعكسه المرآة المكسورة
منطقتان لوجه واحد
يجرح نفسه في المنطقة الغائبة
بعد أن يسوي روحه
يطفئ الضوء 
يذوب للحظة في الظلام
كأن 
النور
خطفه.
قاطرة
لن ينجح هذا الموت
لن نظل على رصيف غودو
الصافرة تنطلق
في اللحظة الأخيرة
سنصعد القاطرة 
لن نتلفت وراءنا كما في الأفلام
سنلقي بأجسادنا 
قدم تلتصق بحديد الرغبة
والثانية
تلوح
بهواء
المغامرة.
_____
*ملحق نوافذ/المستقبل

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *