“لا يموتُ الحب ككلب عجوز”


وداد نبي
لن يهمَّ إن عشتُ طويلاً
كمُعمّرة يابانية لـ117 عامًا
أو متُّ الآن صبية شاعرة في 29 عامًا
فمن يكترث للأعوام الغبية
طالما سيموت الحُب بقلبي ككلبٍ عجوز؟

كلاهما حياة متعفنة
الموت بهدوءٍ على سريرٍ نظيف
بعمرِ السبعين وحولي الأبناء والأحفاد
والموت تحت أنقاض منزل سقط عليه برميلٌ متفجّر
فمن يعبأ لأكسسوارات الموت
طالما سيموتُ الحُب بقلبي ككلبٍ عجوز؟

تمرينان شاقّان للشيخوخة
أن أنجب ثلاثة أطفال
وأبنيَ بيتًا يشرب معي في حديقته
الجيرانُ قهوة الصباح
أو أكون عجوزاً وحيدة بمأوىً للعجزة
ورغمها من يكترث للمشقّة
طالما سيموتُ الحُب بقلبي ككلبٍ عجوز؟

ليس َ بالأمر الجوهري
أن يُرشّح اسمي كشاعرةٍ تكتب الشِعر بلغةِ الفضة
أو تُنسى قصائدي كأيّة سجلات مهملة بدائرة حكومية
صُنّفت تحت بند المتلفات
طالما سيموت الحُب بقلبي ككلبٍ عجوز

كمشاهدةِ إعلانٍ طرقيّ عابر
سيكون إعلان الرجال لحبّهم لي
كما لو أنني أقود سيارتي بأوتوستراد مزدحم
سيمرّ غزلهم أمامي دون أيّ أثر
طالما سيموتُ الحُب بقلبي ككلب عجوز

أمّا أن أقفز فرحًا كجروٍ صغير
بسماع طرق يديك على جرس منزلي
فهو فقط ما يجعلُ
الحب لا يموتُ بقلبي ككلبٍ عجوز
بل يبقى عصفوراً مغرّداً حتى يصدمهُ قطارٌ ما
قطارٌ يدعى النسيان

شاهد أيضاً

كأس وظلال

(ثقافات) كأس وظلال عبد القادر بوطالب تلك الظلال التي طوت تفاصيل أجفاني سارت خلفي ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *