فضاءات تصدر “مملكة الزيوان” للجزائري الصديق حاج أحمد


خاص- ( ثقافات )

عن دار فضاءات للنشر والتوزيع صدرت الطبعة الثانية من رواية” مملكة الزيوان للكاتب الجزائري الصديق حاج أحمد وتقع الرواية في 200 صفحة من القطع المتوسط وقد صمم غلافها الفنان نضال جمهور.

الصديق حاج أحمد روائي يصوغ عوالم متفردة ولا يستعير من عوالم الآخرين أنه يحفر كلماته من خطى يمشيها متفردا وعوالم خبرها وعرف حيثياتها وبواطنها ومن طينه الذي لم يغتسل يخلق شخوصه وعوالمه المدهشة، يقول الكاتب هيثم حسين في مقال بعنوان “مملكة الزيوان”.. رواية من عمق الجنوب الجزائري” نشرت في الجزيرة نت: في “مملكة الزيوان” يرصد الجزائري الصديق حاج أحمد المتغيرات الاجتماعية التي مرت بها الجزائر عامة ومنطقة أدرار في الصحراء الجنوبية ومحيطها خاصة، ويصور حياة الناس حينما تجتاحهم متغيرات عديدة ويلفهم الانشغال بالمستقبل والخصوصية فيُدفن التاريخ ويبقى رهنا للذكريات.

تحتل ضواحي مدينة أدرار صدارة الأحداث في الرواية، حيث إن القصور المترامية في دوحات متجاورة تعكس طبيعة البشر هناك، وتقدم تصورا للحياة التي يعيشونها والقسوة التي يعانونها جرّاء الظروف الطبيعيّة من جهة، والبعد عن مركز المدينة من جهة أخرى، مما يفاقم كثيرا من المشاكل التي يصعب حلها بالتقادم والتراكم، ويؤثر على العلاقات الاجتماعيّة التي يشير جزء من العنوان إلى جانب منها إذ يعني الزيوان باللهجة التواتية المحليّة “عرجون الثمر اليابس”.

ينوب البطل الرئيسي لَمرابط الزيواني عن الروائي للتحدث عن أوضاع أهالي منطقة القصور ومعاناتهم، واعتراكهم الدائم فيما بينهم، وخلافاتهم التي لا تهدأ. يتقدّم مفصحا عن تاريخه منذ يوم مولده الذي يلي الاستقلال.

وهو بذلك يرمز إلى الجيل الجديد الذي يفترض به أن ينشأ على قيم الوطنية والتسامح. وينتقل إلى العقود التالية في فصوله الأربعة عشر، ويصور التغيرات المفصلية المواكبة في كل مرحلة.
أما الكاتب عبد القادر ضيف الله فقد ذكر في مقال بعنوان” جمالية المتخيل الأنتربولوجي في رواية “مملكة الزيوان” نشر في الحياة-نت الجزائرية” تعد مملكة الزيوان من الروايات الجزائرية الصادرة حديثا، والتي اشتغلت على البعد الأنتربولوجي الذي يعتبر” حالة من الترحال في الجوانب الخفية الغامضة من الحياة الإنسانية، وهو نوع من الترحال الذي يأخذ القارئ إلى عوالم غريبة وبعيدة ليستكشف معانيها، ويفكّ رموزها، ويكتنه أسرارها وينهل من معينها”
وقد كتبت نبيلة سنجاق في مقدمة قراءة لها: أثارت رواية “مملكة الزيوان” لكاتبها الحاج صديق، الصادرة منذ أشهر قليلة عن منشورات “فسيرا”، انتباه القراء والنقاد، لما تحمله من لغة ممزوجة بالرمل ومحمولة على خلفية صحراء لا تغادرها الأسطورة والحكاية. النص ثري فنيا وجماليا، يضاف إلى مكتبة ما يعرف بأدب الصحراء في الجزائري، ميزته أن مؤلفه ليس سائحا أو عابر سبيل على قصور توات، بل حبله السري قطع تحت سقفها الطيني قبل أن يتبدد مع رياح التغيير التي عصفت به كإرث معماري واجتماعي أصيل.

كما كتب سعيد بوطاجين في تقديمه للعمل الإبداعي الأول من نوعه، يقول: “مملكة الزيوان هي تجربة من مدينة أدرار تنزع إلى الاهتمام الشديد بخصوصية المكان والمعجم والمعنى وبعض العادات، وبحكايات تحتية لا يمكن أن تزهر إلا هناك، بعيدا عن صخب المدن التي فقدت ملامحها”. والحاج الصديق، على مدار فصولها الأربعة عشر، لم يفوت تفصيلا إلا ودونه في روايته هذه. وكأنه يؤرخ للمكان أكثر مما يكتب قصة خيالية. أصلا ينتابك شك في أن العمل من ضرب مخيلة المؤلف، الذي اكتسب بعد صدور نصه لقب “الزيواني” وتبناه بقناعة الآن، معتبرا إياه اسمه الثاني. فبين التأريخ والرواية وكتابة السيرة الذاتية للرجل، نقرأ في هذا الكتاب الإنسان الصحراوي في كل حالاته الطبيعية. بلا مساحيق، ولا اكسيسوارات، رجل وامرأة وطفل وشيخ وعجوز ونسوة يعيشون في قصر من طوب، يتنفسون رائحة الجريد وهو يحترق تحت قدورهم، يطهون لإكرام الضيف. فالرواية ليست لوحة زيتية، ترسم للترويج السياحي، هي أقرب إلى صورة فوتغرافية صادقة، بالأبيض والأسود، حتى تبين كل ملامح الشخوص.

يُذكر أن الدكتور الصديق حاج أحمد الزيواني من مواليد 19/12/1967 بزاوية الشيخ المغيلي ولاية أدرار الجزائرية، وهو روائيّ وأكاديميّ، وأستاذ لسانيات النص بجامعة أدرار، من أعماله المنشورة “التاريخ الثقافيّ لإقليم توات” و”محمد بن بادي.. حياته وأعماله” و”الدرس اللغويّ بتوات”.

شاهد أيضاً

فصل من سيرة عبد الجبار الرفاعي

(ثقافات)                       الكاتب إنسان مُتبرع للبشرية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *