“غوايات القص”.. سردية مختلفة بروح متجددة


*خلود الفلاح

خاص- ( ثقافات )
تقول الروائية الإنجليزية سارا غروين: “عندما أبدأ كتاباً جديداً، أترك الفكرة تختمر حتى يبزغ المشهد الأول، كلاً متكاملاً. أذهب إلى النوم وأنا أفكر فيه. أفكر فيه وأنا أستحم، وأنا أطبخ. أثناء تلك الفترة أصطدم بكثير من الجدران”.
ويبدو هذا ما يحدث مع بدور التركي المشرف العام على سلسلة كتاب “غوايات” حيث قالت عن هذه السلسلة: “هدفي نشر كل الفنون الإبداعية لأبعد بقعة في هذا العالم”، وتضيف: مقصدنا من هذا المشروع الثقافي الفكري أن يتّسع ليشمل كل ما هو متنوع الرؤى نجتهد فيه مسلكاً وتطبيقاً فنقدم عملا فكريا وثقافيا نطمح بأن يكون متكاملا في فهمه لتصبح مؤسستنا التي هي طور التكوين مساهِمة فاعلة في نشر الإبداع وتشجيع الأقلام الموهوبة دون أي قيود أو شروط إلا من سمات ثابتة هي لغة الفكر المستنير واستكشاف أبدية اللغة وأقصد باللغة هنا هموم الإنسان وطموحه المتجدد الذي يتحقق من خلال اللغة في أغلب الأحيان. فليطلق الشعراء.. القصاصون.. الفلاسفة والكتّاب كلمتهم ويحررونها لتسبح في خيال المتلقي حتى يتفاعل معها من خلال المشاعر الداخلية والاحتياجات الخارجية التي يستدعيها النص. هي دعوة نطلقها ونتمنى أن تجد صداها عند كل من يؤمن بأن للكلمة قوة تفوق الأسلحة. 
غوايات القص
بعد “غوايات” و”غوايات مرة أخرى” والمتضمنة مختارات شعرية، صدر هذه الأيام الكتاب الثالث “غوايات القص” بهيئة تحرير من مختلف أنحاء الوطن العربي وهم: بله محمد الفاضل، والنور أحمد علي، وهالة مان،ونصار الصادق الحاج، و يونس عطاري، وعز الدين ميرغني الذي اعتبر النصوص القصصية الـ21 ” المختلفة في أمكنتها، وأعمار كتابها، والتكوين المعرفي لهم، أن اللغة العربية هي لغة تجريب وتجديد وهي مواكبة لتحتوي ولتعبر عن خلجات النفوس وإحساساتها العميقة لتثبت أنها لغة إنسانية كونية، بقدر ما فيها من رومانسية وشعرية عالية بقدر ما فيها ما فيها من سردية مشبعة ومقنعة ومواكبة للكتابة السردية العالمية.
ويضيف: “أغلب هذه النصوص قد طوعت اللغة لتحمل المعنى بسهولة ودون لجلجة، نصوص كتبت باستقلالية واضحة بحيث يحس القارئ بالملامح الخاصة لكل واحد من كتابها، فيجد أجوبة لكل الأسئلة الدائرة في ذهنه أو ما يحرك ويهز مشاعره ويحرك مكامن الجمال في داخله”.
وتقول بدور التركي: “غوايات القص” وبهجته في كل مراحل تكونه وولادته كتابا اكتسب وجوده ورقا مثل نبع لا يتوقف عن التدفق مدفوعا بمياه صافية ضختها أقلام أنارت كل هذه الصفحات بنصوصها وزملاء أسهموا اسهامات مفيدة حتى يخرج هذا الكتاب ويلمس يدي القارئ. يظل الكتاب رفيق الحياة. الأخضر.. يبهجنا في كل مراحله ويقودنا إلى ضوء المعرفة في أزمنته ويجعلنا دائما على جناح السعادة نقترح تجوالا جديدا وثمارا جديدا”. 

شاهد أيضاً

فصل من سيرة عبد الجبار الرفاعي

(ثقافات)                       الكاتب إنسان مُتبرع للبشرية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *