«سباي» ينجح في التهريج ويخفق في الإضحاك


*عبد الله القمزي
من الطريف أن نرى فيلمين يطرحان في صالات السينما عالمياً في الأسبوع نفسه وهما «سباي» و«انسايديوس 3»، ممثلة من الفيلم الأول وهي روز بايرن مثلت في الجزأين السابقين من الفيلم الآخر! ومن الطريف أيضاً أن الممثلتين ماليسا مكارثي وروز بايرن بفيلم «سباي»، خاصة وأنهن ظهرتا معاً في فيلم سابق وهو «برايدز ميدز» لنفس الكاتب والمخرج.

توقيت الفيلم صيفاً مناسب ولكن طرح فيلم «كينغز مين» منذ 4 أشهر فقط وبنفس القصة تقريباً يوحي بأن هناك تكراراً غير ضروري. الفيلم يسخر من الفكرة العامة التي تستند إليها أفلام جيمس بوند، وهو عن محللة في وكالة المخابرات المركزية الأميركية اسمها سوزان كوبر (ماليسا مكارثي) تؤمن طريق الخروج لعملاء الوكالة من الميدان بعد الانتهاء من تنفيذ عملياتهم.

انتقام

بعد مقتل العميل برادلي فاين (جود لو) الذي تكن له كوبر إعجاباً على يد شريرة الفيلم الإرهابية البلغارية رينا بويانوف (روز بايرن)، تقرر كوبر الانضمام لمجموعة العملاء الميدانيين لتنتقم، وتقنع رؤساءها بالموافقة لأنها ليست محل شك من الأعداء.

المخرج بول فيغ، زج بماليسا في البطولة بمواجهة نخبة من نجوم الصف الأول، جود لو، جيسن ستاثام وروز بايرن، وكلهم أكثر منها شهرة، ولكن هنا نفهم أن المقصود هو أن ترتقي هي بأدائها أمامهم وهي المهمة التي نجحت فيها، لتبرز كبطلة مطلقة للفيلم، وهو تعويض كبير عن فشلها في فيلم «تامي» (الكارثة) (2014).

تسلية وترفيه

الفيلم كله تهريج، إذ لا يضحك إطلاقاً ‏لأن نكتة مكررة، ولكنه مسلّ إلى حد كبير وذو قيمة ترفيهية عالية. الكوميديا في السينما يجب ألا تتعدى الساعة ونصف الساعة وإلا فستخاطر بفقد اهتمام الجمهور، خاصة في فيلم مثل «سباي» ليست كل نكاته مضحكة بل أكثرها يندرج في إطار التهريج.

إعطاء مكارثي 120 دقيقة كاملة هو نوع ما مضجر، ويظهر ذلك جلياً عندما خصص المخرج النصف ساعة الأخيرة لإظهار عنصر الجدية في الفيلم وهو ما لا يتقبله المشاهد بعد 90 دقيقة من تهريج مليسا مكارثي المتواصل. فالجدية والتهريج لا يمكن أن يجتمعا في فيلم مثل «سباي»، حيث إن السيناريو سطحي جداً ولا يتعمق قط في مضمون القصة، والشخصيات كلها ذات بعد واحد يسهل التنبؤ بأفعالها.

ملامح قاسية

روز بايرن ذات الوجه الحنون البريء لم تكن مقنعة في أداء دور الشريرة المتهكمة، وكان من المفترض جلب ممثلة ذات ملامح قاسية لهذا الدور. بالمقابل فإن الشخصية المفاجئة كانت لجيسن ستاثام وهو المعروف أنه لا يحسن أداء الأدوار الكوميدية أو الدرامية نظراً لقساوة ملامحه ولا يصلح إلا لأدوار العنف، إلا أنه هنا كان الأفضل ضمن الأدوار الثانوية، إذ ظهر في قالب شخصية كرتونية لا تتوقف عن الثناء على منجزاتها وتاريخها وحين يأتي وقت العمل ينقلب الموقف عليها رأساً على عقب وتبدو كالبلهاء أمام الجميع.

هناك مشهد لمعركة في الفيلم نفذت بطريقة جيدة جداً رغم أن المخرج فيغ لم يعلم كيف ينتقل بسلاسة بين أجزاء المشهد فأخذ يكرر في تفاصيله. وهو المشهد الذي سقط فيه حراس رينا بويانوف فوقها جراء الهبوط الحاد لطائرتها الخاصة، فتكرار السقوط عليها لم يكن موفقاً.

معارك ظريفة

مكارثي متفوقة جداً في الأداء اللفظي، إذ إن فمها يعمل كالمحرك لا يتوقف عن إطلاق النكات، خاصة الخادشة للحياء، ولكن هنا في «سباي» تقوم أيضاً بأداء جسدي عن طريق الدخول في معارك رياضية ظريفة، وأجمل معركة من ناحية الأداء كانت تلك التي حدثت في المطبخ بينها وبين الهندية نرجس فخري على طريقة جاكي شان، وهي ثاني أجمل معركة تنفيذاً بالفيلم الذي يمكن القول إنه جيد وممتع إلى حد كبير ولكن بالنسبة للبعض لن تكون كل النكات مضحكة.

معلومات

ــ الصنف: أكشن، كوميديا، جريمة.

ــ بطولة: ميليسا مكارثي، جود لو، جيسن ستاثام، روز بايرن، ميراندا هارت، أليسون جيني، 50 سنت، مورينا باكارين، نرجس فخري. كتابة وإخراج: بول فيغ.

ــ التقييم: ***
______

*البيان

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *