الطريق إلى التطرف.. اتحاد العقول وانقسامها


* محمد سيد بركة


يوضح كتاب «الطريق إلى التطرف.. اتحاد العقول وانقسامها»، لمؤلفه كاس ر.سينشتاين، كيف يظهر التطرف والاستقطاب بين الأفراد في حياتهم الاجتماعية؛ مبيناً أنه لا يكون فقط ضمن إطار التنظيمات الدينية، وإنما في كل التجمعات، بدءاً من مجالس الإدارة وحتى المجالس النيابية، حيث تعمل المناقشات والمداولات العلنية على دفع العقول إما الى الاتحاد أو الانقسام في ميول تطرفية ظاهرة.

ويكشف الكتاب عبر تحليله للتطرف كيف يكون الأفراد اتجاهاتهم ومعتقداتهم، وكيف يغيرونها، حيث يشرح المؤلف مفهوم الاستقطاب وكيفية حدوثه، ومن ثم يرى أن الإرهابيين يصنعون ولا يولدون.
كما يبين الكتاب أنه عندما يجد الأفراد أنفسهم في جماعات ذات أنماط من التفكير المتشابه، فإنه من المرجح في هذه الحالات بالذات، أن ينتقلوا إلى الحدود القصوى للتطرف، واستقطاب الجماعة هو النمط المعهود في الجماعات المتشاورة فيما بينها، وهي ليست محصورة في فترات تاريخية معينة أو أمم معينة أو ثقافات معينة.
ودائماً يميل الأفراد المتشابهون في التفكير إلى الانتقال إلى صورة أكثر تطرفاً لما كانوا يفكرون فيه قبل أن يبدأوا الكلام، في ضوء ذلك فإن الجماعات المغلقة من الأفراد تميل للتمرد أو حتى للعنف، فهي مفصولة عن غيرها من الجماعات، وربما تتحرك هذه الجماعات بحدة في اتجاه العنف، نتيجة لانعزالها الذاتي، وغالبا ما يكون التطرف السياسي أحد نتائج استقطاب الجماعة، كما أن الانعزال الاجتماعي أداة أساسية لإحداث الاستقطاب. 
ويشرح مؤلف الكتاب أن الإبادة الجماعية تقدم مثالاً صارخاً على التطرف من خلال الإجابة عن تساؤله: كيف يمكن للناس العاديين أن يتحولوا إلى قتلة؟ فيرى أن المعلومات تلعب دوراً رئيسياً. فعندما يجري إعلام الناس أن القتل هو حق أو حتى أمر ضروري، فإن ذلك يكون لديهم ميلاً إلى القتل.
كما يبين أنه من الوسائل الواقعية لخلق جماعة متطرفة أو طائفة دينية من أي نوع، فصل أو عزل الأعضاء على نحو مادي أو سيكولوجي
ويدرس المؤلف الحركات وكيفية تشكيلها وكيفية ظهور التطرف فيها، وينتهى الى تحليل الطرق التي يمكن من خلالها الحماية من التطرف، مؤكدا أهمية التنوع والتعدد لحياة الأفراد والشعوب.
_______
*البيان

شاهد أيضاً

فصل من سيرة عبد الجبار الرفاعي

(ثقافات)                       الكاتب إنسان مُتبرع للبشرية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *