عمّان ترخي جدائلها ألقا بالشِعر في مهرجان “عمون”


*زياد جيوسي ومنى عساف

أقيم مهرجان عمون الشعري الدولي الأول مؤخرا على مدار يومين متتاليين في العاصمة الأردنية فـــ (أرخت عمّان جدائلها فوق الكتفين…فاهتز المجد وقبلها بين العينين) فرحاً بالضيوف.
المهرجان الذي جاء تحت عنوان دورة “عبد الله رضوان” افتتحه أول وزير ثقافة في الأردن، الشريف فواز شرف. ورحب مدير المهرجان د. محمد ختاتنة بالحضور، وشكر أعضاء اللجنة التحضيرية للمهرجان على إنجازهم وجهودهم التي تكللت بهذا الحدث الشعري المميز.
وأشار ختاتنة إلى أن المهرجان سيصبح “حدثاً ثقافياً سنوياً مميزاً، وسيحمل في كل دورة اسم أحد الشعراء الذين تركوا بصمات على مسيرة الشعر ورحلوا تاركين وراءهم إرثاً عظيماً، ما دام هناك من يتذوق الشعر، ويحلق معه ليصل عنان السماء، وعلى أمل الارتقاء بالذائقة والكفاءة الشعرية في الوطن العربي”.
وألقى الشعراء ما دار في وجدانهم وخطته أقلامهم من الشعر على مسمع الحضور، وتعددت مستويات الشعر الملقى، فالبعض تميز، وهذا ما يجعل شعرهم وجهة لمتذوقين يبحثون عن أشعارهم لقراءتها لاحقا، وآخرون جاء كلامهم باهتا حيث يتساءل المستمع هل ما يسمعه شعرا؟! 
وشارك في المهرجان الذي أقيم مؤخرا على مدار يومين 19 شاعراً، وتميز المشاركون بأنهم جاؤوا من عدة دول عربية إلى جانب الأردن كمضيف، والذي شارك بتسعة شعراء، والدول المشاركة هي: “العراق، فلسطين، سوريا، السعودية، الكويت”، وكان عبدالرزاق عبد الواحد أول شاعر مشارك من العراق، والذي لاقى ترحيباً كبيراً من الجمهور، وقرأ قصيدته “سفر التكوين”، ومنها هذا المقطع الذي يختصر الحالة العراقية: “ها هو ذا… ما ضاق يوماً حوله الخناق.. إلا رأيت مارداً من نومه استفاق… فضج حتى تستغيث السبعة الطباق… من هول ما دماؤه تراق!”. واستمر الشعراء بإلقاء أشعارهم على مسمع الحضور، وتميز الفلسطيني د. معتز القطب بشعره وإلقائه، وتميز بحبه وهيامه بمدينة القدس، والتي يشبهها بالحسناء حيث قال فيها: “متى أضمك يا أحلى مدائننا.. وأطفئ الشوق والتحنان واللهبا.. أقبل المسجد الأقصى وأحضنه.. وأمسح السور والبواب والقببا..”. 
والكويتي عبد الكريم العنزي الذي يحمل لقب “سفير المعاقين” إذ يطرح قضاياهم عبر شعره، وقد وجد تشجيعاً كبيراً من الحضور إثر إلقائه قصيدته الثانية تحت عنوان “رسالة”، وهي عبارة عن حوار يدور بين جنين معاق وأمه التي أصيبت بالصدمة بعد أن علمت بإعاقته، وهذه القصيدة تركز على مخاطبة الناس على أن يتقبلوا ويتعاملوا مع المعاق كإنسان له حقوق مثلهم. ومنها “كان حلمك.. طفل ينده.. يمه شوفي.. شوفي يمه.. (أوجعك) وأنا أتحرك داخل أحشائك.. جنين.. وانتِ حامل فيني يمه.. الألم يغلب عليك.. ولما يطري الحلم لحظة.. كنتِ يمه تفرحين.. كان حلمك يمه طاير في فرح.. كنه يقول: باكر وليدي يجي.. يكبر.. وأنسى.. الونين.. كنتِ بلسانك تقولي: راح يصير.. وراح يصير.. مره ضابط .. لا.. مهندس.. يمه كنتِ تحلمين.. يمه كنتِ تحلمين.. وانقطع حلمك.. يا يمه.. (لحظة آلام الولادة) لما قالوا لك: (معاق)”.
وتخلل المهرجان وصلات موسيقية وغنائية جميلة ولطيفة بشكل عام قدمها الفنان مغيرة عياد والتي راقت للحضور ورحبوا بها.
وتميز المهرجان بشكل عام بالحضور الجميل في اليومين، مع بعض السقطات فيما يتعلق ببعض الأمور اللوجستية في اليوم الأول مثل: طول مدة المهرجان (3 ساعات)، وتأخر الافتتاح، وهو ما كان سببا لبدء تسرب الحضور قبل انتهاء فقرات البرنامج. أما في اليوم الثاني فكان المهرجان أكثر توفيقاً حيث بدأ الفقرات في الوقت المحدد، وازدان بالحضور والمشاركين.
واختتم المهرجان، الذي كان الإعلاميان ود. موسى عمار ورحيل سليم عريفي الحفل فيه، بتوزيع الدروع على المشاركين من الشعراء وراعيي الحفل والمشرفين على المهرجان لجهودهم المتميزة، وهم: الشاعرة د. هناء البواب رئيسة المهرجان، د. محمد ختاتنة مدير المهرجان، والشاعر محمد خضير منسق عام المهرجان، والشاعر أحمد أيوب، والكاتبة سما أبو عواد من أعضاء اللجنة التحضيرية للمهرجان.

شاهد أيضاً

أول رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي

(ثقافات) أوَّل رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي: أركيولوجيا الصورة في رحلة ابن بطوطة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *