بعثرة


وفاء جعبور*

( ثقافات )

 زهرٌ يدقُّ البابَ في وجعٍ

  فيسمعهُ الحمامْ

    عصفورة الكلماتِ غيّبها انتظارُ الحُبّ

  فاحترقتْ

   على أرض الكلامْ

   وحنينُنا الغيبيّ لا ندري

هل احترقتْ أصابعهُ

  أم الأيام أعلنت الحدادَ على شوارعنا

  مرّتْ بنا الألوانُ دافئةً

   كأنْ لم نختلف يومًا

على أعشاشها الخضراءِ

أو نمحو بأزرقها

شحوب الآهِ

في حلم يصالحنا

ويبعضنا

ويكبرُ في دروسِ الصمتِ

يحرقنا

هنا

يمضي المسافرُ في توجّعهِ

يرتلُ آية الشعراءِ

كي ينسى أصابعهُ

ويهذي كلما التفتتْ إلى عينيهِ

غربتهُ

يردّدُ حائرًا

ما أوجعَ الشعراء !

نقتلهم

فيكبرُ ظلّهم مَعَنا

وقبلَ البوح

ينطق جرحهم شجنا

ولو صُلبوا على الكلماتِ

فاض اللوز بالمعنى

فأين أخبئ الأحلام في جسدي

وبي وجعٌ

ينزّ الآهَ

يشطرني إلى ظلّينِ

ظلٍّ ليلكيّ اللون

أبعد من تفاصيلي

وآخر مغمض العينين

أين أنا

أمَا للضوءِ إيقاعٌ على لغتي

أمَا للأحرف الخضراءِ مُتسعٌ لذاكرتي

وجعي على الألوانِ أسكبهُ

أريدُ الأزرق الشّفاف

كي أنأى إلى اللاشيءِ

تذكرةً بلون الروحِ

تحملني إلى ألق البدايةِ

تنهض الأشواقُ من نومي صباحًا

كالفراشات الطليقةِ

أنتقي يومي أزخرفهُ

أريدهُ حالما مثلي

أنا مازلت أحفظ غنوة الأشجار

أعرف صمتها

كنّا على وجع الحنينِ

هناك نرقبها

واليومَ أعرف ما يكون الشِّعر في جسدي

خريفًا ،، غائمَ الخطواتِ

لا وجعٌ يلاحقهُ

ولا نبضٌ يعاند فيهِ أزرقَهُ

هنا لا شيء يشبهني

أنا بقعٌ من الألوان داكنةٌ

تذكّر مَن جفاهُ القلبُ

بالأسوارِ والمحنِ

فغيبي

أخفضي صوتَ الحنينِ الآن وانسحبي

فالشِّعرُ لا يرقى لذاكرةٍ

بلا لونِ

*******

هوامشُ على صفحة التعريف

* الحُلم

مرورٌ سريعٌ لعطرٍ

تماهى معَ الروح يومًا

نديٌّ

وفي الليلِ شاردْ

عصيٌّ عن الفهمِ

لكنهُ

حين يستوطنُ الجرحَ فينا

لذيذٌ

وباردْ

*الكناية

ساعةُ اليدِ

تهمسُ في الوقتِ

كنْ حاضرًا

لاقتناصِ الندى

من فراغ التأوّلِ

في شرفةِ الياسمينْ

عذّبتنا الكنايةُ

حين تصلي الغريبةُ

في حجرها

خلف باب القصيدةِ

ثمّ يؤَمّن من خلفها البحرُ

آمينَ

آمينْ

* الحرف

للحرفِ صورتهُ الشهيّةُ في الغيابْ

ولنا امتدادُ مجازهِ

بحضورهِ

وغيابهِ

ولنا تخاصمهُ مع المعنى

إذا انكسرتْ مفاتيحُ الغوايةِ

في الطريقِ إلى الكنايةِ

كلّ ما للحرفِ من وجعٍ لنا

ولهُ الحضورُ المشتهى

عند الإيابْ

* الفواصل

لها وصفها الخاصُّ

ظلٌّ وأمرجةٌ وظروفْ

لها أن تكون البدايةَ في الحُبِّ

أو أن تكون النهايةَ في العطرِ

أو أن تكون اليمامةَ في الشّعرِ

أو أن تكون المسافةَ

بين الرحيلِ وبين الوقوفْ

لها كل شيءٍ

ولي قمرٌ خلفها

مثقلٌ بالحروفْ



* شاعرة من الأردن

شاهد أيضاً

كأس وظلال

(ثقافات) كأس وظلال عبد القادر بوطالب تلك الظلال التي طوت تفاصيل أجفاني سارت خلفي ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *